الخبز.. وقت غير مناسب لقرارات الحد الأدنى
لا يزال الجدل بخصوص توزيع الخبز المدعوم عبر البطاقة الذكية قائماً، خاصة وأن المسألة لا تزال في مرحلة تجريبية وفق مسؤولين في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ولذلك لا بد من ملاحظة عدة نقاط هامة وأخذها بالحسبان.
القسمة غير عادلة
وفقاً للقرارات التي سنعتبرها بحسن نية قرارات أولية فإن الأسرة المؤلفة من ثلاث أشخاص ستحصل على ربطة واحدة وبحسبة بسيطة يكون نصيب الفرد الواحد رغيفين وربع باليوم، وأما الأسرة من 4 حتى 7 أشخاص لها ربطتان أي نصيب الفرد الواحد من ثلاث أرغفة ونصف في حالة الـ 4أشخاص حتى رغيفين في أقصى حد وهو 7 أشخاص، …..
ثم تتوالى الحسابات والأرقام والتي لن تكون عادلة وستثير الجدل ولن ترضي أحد، هذا من جانب، الجانب الأهم هو الخلل الواضح والمستمر في بيانات الأسر التي تحمل البطاقة الذكية والناجمة عن عدم استكمال المعلومات بتقصير من شركة تكامل أو من الأسرة ذاتها وبالتالي ليس كل أفراد الأسرة مسجلين على البطاقة وهنا يقول معنيون أن الأمر سيسبب خللاً في التوزيع لا يمكن تداركه الآن لأن السجل المدني مغلق وشركة تكامل مغلقة ولا يمكن تعديل بيانات البطاقة الذكية.
مؤشرات غير دقيقة
في حال لم يتم مراعاة الملاحظات التي تبرز سنكون أمام مؤشرات غير دقيقة فالبعض يتحدث اليوم عن مشكلة عدم كفاية المخصص من الخبز للأسرة ما يدفعها لشراء الخبز السياحي لكفاية حاجتها في ظل عدم توفر بديل وآخرون يقولون -وقولهم صدق إلى لحظة كتابة هذا المقال- بعدم رغبتهم شراء الخبز الذي يوزع بسبب رداءته وبالتالي فلو أرادت الوزارة المعنية رصد حجم الاسجرار اليومي لن تكون منصفة في ذلك، ما يقودنا إلى التذكير والتشديد على ضرورة إعادة النظر في قرارات مدة العجن والخبز ومراعاة شروط الطحن والتخمير والخبز والتبريد والتعبئة والتوزيع ليكون الخبز جيداً ومقبولاً.
حلول مؤقتة
ويرى كثيرون أن الوقت غير مناسب لتحديد عدد الربطات بالشكل الحالي المفروض وأن المطلوب هو المراهنة على الوعي لا على عدمه، وبالتالي قد يكون مجدياً منح الأسرة الواحدة 4 ربطات على البطاقة الذكية كحد أقصى إلى أن يتم استدراك كل ما يحيط بظروف النوعية والإجراءات والبيانات …. وغيرها من الأمور التي ستظهر تباعا والاعتماد على منح الأسر فرصة التوازن في الاستهلاك تدريجياً والطمأنينة لعدم انقطاعها من (الخبز) السلعة الأهم وتفويت الفرصة على المتاجرين بقوت الناس والمستغلين للفرص.
قد يكون الدخول في تجربة منح الخبز على البطاقة الذكية مرفوضاً وغير مستحب إلا أن لفرضه ضرورات أوجدتها الأزمة الحالية في ظل الإجراءات الاحترازية وضرورة ضبط التوزيع والإنتاج، وقد تكون مجدية أيضاً في إيصال الدعم لمستحقيه إلى أن الوقت غير مناسب لقرارات الحد الأدنى بل يجب أن تكون قرارات مريحة للمواطن وتساهم في تعزيز صبره وإستمراره وهو ما يجب الحرص عليه برمش العيون.
البعث ميديا ||مساحة حرة – بلال ديب