المطران نالبنديان في قداس عيد الفصح ..الكنيسة تدعو أبناءَها لامتلاك الوعي وتطبيق كل وسائل الصحة والسلامة العامة
احتفلت الطائفة الأرمنية الأرثوذكسية في دمشق بعيد الفصح المجيد، حيث أقيم صباح اليوم الموافق الثاني عشر من نيسان قداساً إلهياً بهذه المناسبة في كنيسة مار سركيس للأرمن الأرثوذكس في دمشق ترأسه المطران آرماش نالبنديان مطران أبرشية دمشق وتوابعها، يعاونه لفيف من رجال الدين ولكن دون حضور المؤمنين من أبناء الرعية بسبب الظروف الاستثنائية وحرصاً على منع انتشار جائحة كورونا كما حدث في العديد من دول العالم .
وألقى المطران نالبنديان عظة العيد التي تضمنت عظة صاحب القداسة الكاثوليكوس كاريكين الثاني كاثوليكوس عموم الأرمن لمناسبة عيد الفصح المجيد والتي تتلى من على جميع هياكل الكنائس الأرمنية في مختلف أرجاء العالم، ودعا المؤمنين جميعاً إلى الاقتداء بالسيرة الجليلة التي كرّسها السيد المسيح رسول المحبة والسلام في نقله رسالة السماء إلى الأرض والتي توجها في تضحيته بجسده كأنموذج رائع للفداء في سبيل خلاص البشرية من رجس الخطايا وتعميم مبادئ المحبة والخير والعدل والسلام بين الناس أجمعين.
وأضاف لقد جاء هذا العيد بخصوصية شديدة بسبب الأوضاع الاستثنائية التي وضعتنا أمام مسؤوليات عظيمة، أهمها اتباع التعليمات الحكومية والمؤسسات الصحية والتي توجهت وأوصت بها الحكومة بكل مرافقها بهدف الحفاظ على سلامة مواطنيها من هذه الجائحة ومنع انتشارها.
وفي هذا العام نحتفل بعيد الفصح وقد خلت الكنائس من أبنائها المؤمنين، كل التزم بمنزله، فالكنيسة ليست مؤسسة يجتمع فيها الناس فقط، بل إنها مكان للإيمان الحي والمحبة الصادقة والرجاء الأبدي، واليوم تطلق نداءَها الأبوي وتدعو أبناءَها لامتلاك الوعي الكامل وتطبيق كل وسائل الصحة والسلامة واتباع القوانين التي من شأنها إبعاد خطر الوباء.
ودعا سيادة المطران نالبنديان إلى الاهتمام بالمسنين المنعزلين بالحجر الصحي، وشكر الأطباء والعاملين بالقطاع الصحي واصفاً إياهم بالجنود الحقيقيين، وشكر الكهنة في الكنائس والأئمة والعلماء في المساجد الذين يصلون للرب لرفع هذا البلاء عن شعبنا.
وبيّن بأننا مجتمعون للصلاة بشراكة روحية رغم أننا غير موجودين معاً داخل هيكل الكنيسة، ولكننا على يقين بأن الكنيسة ليست فقط بناء حجرياً، فهي تعمل خارج أسوارها فنحن باتحادنا روحياً نشكّل الكنيسة الحقيقية، وهذه الكنيسة تتلقى اليوم بشارة قيامة سيدنا يسوع المسيح: أيها الأحبة السيد المسيح بقيامته تحدث إلينا وجدد حياتنا ومنحنا القوة، لنقول دائماً المسيح قام، حقاً قام.
وفي ختام عظته شكر المطران نالبنديان أبطال جيشنا العظيم وقيادتنا الشجاعة وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد في قيادة هذه المعركة الشرسة، متمنياً أن يأتي العيد القادم وقد تحرر كل شبر من هذه الأرض المقدسة.
وأنهى عظته بالصلاة والدعاء بالشفاء لنخرج منتصرين على هذا الوباء قائلاً: ” لكي ننشد دائماً ببشارة الفصح ونهتف قائلين المسيح قام من بين الأموات- حقاً قام- فصح مجيد وكل عام وأنتم بألف خير.
كما توجه بالتهنئة إلى أبناء الشعب السوري.. وإلى قائد الصمود الرئيس بشار الأسد وإلى ضمانة السلام في وطننا الحبيب الجيش العربي السوري.
ملده شويكاني