الاحتلال يضيق الخناق على الأسرى الفلسطينيين رغم الـ”كورونا”
على خلفية انتشار فيروس “كورونا” في العديد من دول العالم والخوف من الإصابة والعدوى بهذا الوباء، تصاعدت الأصوات الفلسطينية لممارسة الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجونه.
ونقل إعلام العدو الإسرائيلي أن الفيروس ينتشر بين المستوطنين في الأراضي المحتلة، وسط تقديرات بأن الوباء قد يتسبب بوفاة الآلاف.
وضع السجون
أفادت تقارير إعلامية، بأنه يوجد إسراف شديد في التعذيب وتفش للأمراض, وإهمال واضح، في السجون الإسرائيلية التي “يتكدس فيها السجناء الفلسطينيون”, حسب ما أكدت الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان والبيئة والقانون، موضحة أن هذه الكلمات هي خلاصة ما توصلت إليه في وصف حال معتقلات الاحتلال الإسرائيلي التي يقبع داخل أسوارها الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون.
وقد نشرت مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان في واشنطن شهادة في هذا الأمر “جاء فيها أن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال يعانون من نقص النظافة وسوء الرعاية الصحية والحرمان من الطعام الجيد إضافة إلى سياسة العقاب العنيفة التي تتبعها إدارة المعتقلات في حق السجناء المخالفين لأبسط تعليمات الإدارة والتي تصل إلى حد العقاب الجماعي”.
ويصف الفلسطينيون سجون الاحتلال، بأنها تشكل “بؤرة خصبة” لتفشي الأوبئة والأمراض، حيث إنها قديمة ومتهالكة ومكتظة بالأسرى.
عدد الأسرى
وبحسب بيانات رسمية فلسطينية، “إنه يقبع في سجون الاحتلال نحو خمسة آلاف أسير، من بينهم 180 طفلا و43 امرأة منهن 16 أما، ومن بين هؤلاء الأسرى أكثر من 700 أسير وأسيرة بحاجة إلى تدخل طبي لمعاناتهم من إعاقات حركية وأمراض مزمنة وخطيرة”، مشيرة إلى “أن الأسرى يعيشون واقعا مأساويا داخل سجون “قذرة” ومكتظة، وإصابة أسير واحد بالفيروس تعني انتشار الوباء في أوساط جميع الأسرى.
وذكرت شخصيات فلسطينية، أنه في الوقت الذي تتخذ فيه دول العالم إجراءات استثنائية لمواجهة الفيروس والحد من انتشاره، ومنها تحرير السجناء، أبدت سلطات الاحتلال الإسرائيلية استهتارا بحياة آلاف الأسرى الفلسطينيين بمصادرتها مواد التنظيف والتعقيم، وسحبت عشرات أصناف الأغذية من “مقاصف السجون” وأصبح الأسرى بلا وقاية أو تغذية.
مطالبة فلسطينية
وطالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، الأحد، الأمم المتحدة، بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجونها تجبنا لإصابتهم بفيروس “كورونا المستجد”، مع إعلان نادي الأسير الفلسطيني، عن “إصابة 4 أسرى فلسطينيين بفيروس كورونا، لكن مصلحة سجون الاحتلال نفت ذلك”، وكانت جهات حقوقية متعددة نقلت عن أسرى داخل سجن مجدو “أن مصلحة السجن أبلغتهم بإصابة أربعة أسرى بالفيروس، وأن العدوى انتقلت إليهم من خلال محقق التقى أحد الأسرى وتبين لاحقا أنه مصاب بالمرض”.
وشددت هيئة شؤون الأسرى على مطالبتها للمؤسسات الدولية والحقوقية بالضغط على “السلطات الإسرائيلية للإفراج الفوري عن الأسرى”، ولا سيما “الأقل مناعة كالأسرى المرضى وكبار السن والأسيرات والأطفال، وبضرورة تعقيم الأقسام والغرف، محملة الاحتلال المسؤولية كاملة عن حياة أي أسير يصاب بالفيروس”.
قلق أهالي الأسرى
مع ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس “كورونا” في الأراضي المحتلة تعتري أهالي الأسرى حالة من القلق والترقب متهمين الاحتلال بعدم اتخاذ أية تدابير لحماية أبنائهم في السجون ، في ظل نقص مواد التنظيف والتعقيم والإهمال الطبي المتعمد، فعندما طلب ممثل الأسرى من “إدارة مصلحة السجون” كمامات طبية للوقاية من الفيروس، ردت عليه باستهتار وسخرية: “استخدِموا الجوارب”، تزامنا مع قرار سلطات الاحتلال -للأسبوع الثاني على التوالي- وقف برنامج زيارات الأهالي لأبنائهم في السجون، بحسب ما أعلنت “اللجنة الدولية للصليب الأحمر”.
وسيطرت حالة من الرعب والقلق على أهالي الأسرى، إثر تداول أنباء عن إصابة أسير فلسطيني في سجن “عسقلان” اتصل بـ “طبيب من جيش الاحتلال” مشتبه بإصابته بالفيروس، فعمدت إدارة السجن إلى عزله و19 أسيرا آخرين، إضافة إلى إصابة “سجانة إسرائيلية” في عزل سجن المسكوبية بالقدس المحتلة”.
أخيرا
إن ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين التعسفي والهمجي في سجون الاحتلال، تضاعف خطر إصابة الأسرى بفيروس “كورونا”، ومع تصاعد الدعوات الفلسطينية للضغط الدولي على الاحتلال الإسرائيلي وإجباره الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجونه فهل ستخضع سلطات الاحتلال الإسرائيلي لهذا الضغط في حال حدوثه؟.
البعث ميديا || عزالدين شحادة