الشريط الاخباريمجتمع

قصص حب مؤثرة عاشها الصينيون في زمن كورونا

هم أشخاص تميزوا بالشجاعة للنضال ضد فيروس كورونا في أرجاء الصين، جمعهم شعار “أنا أحب الحياة، لكنني أحبك أيضا”، منهم أطباء ومنهم ممرضين ومنهم رجال شرطة وكذلك العاملين في الوظائف العامة ممن هجروا عائلاتهم وذويهم وفضلوا المصلحة العامة.

بعد انتهاء الوباء سنتزوج

تداولت منصات التواصل الاجتماعي صورة الممرضة الشابة “تشن يينغ” البالغة من العمر  25 سنة، التي رسمت الكمامة والنظارات الواقية جروحا وندوبا في وجهها الناعم عقب ارتدائهما لوقت طويل.

ففي الرابع من شباط تم إغلاق باب مبنى العدوى التابع لمستشفى الطب الرابع التابع لكلية الطب بجامعة تشجيانغ، قبّلت تشن يينغ حبيبها هوانغ تشيانروي عبر الزجاج وهما يرتديان الكمامات، وتحدثا إلى بعضهما البعض بشكل صامت.

كان الحبيبان متفقان على عقد قرانهما في يوم عيد الحب، لكن الظهور المفاجئ لفيروس كورونا تسبب في تأجيل زواجهما، ليخاطب تشيانروي حبيبته بثبات “بمجرد انتهاء الوباء وخروجك من المستشفى، سنتزوج فوراً “.

 لقاء لمدة 20 ثانية

بعد أيام على غيابهما التقى زوجان طبيبان في ممر جناح العزل في مستشفى شاوشينغ بيبول بمقاطعة تشجيانغ، في الرابع من شباط.

على الرغم من ارتداء ملابس واقية ثقيلة، إلا أن  نبرة صوتهما ونظرة عيونهما مكنتهما من التعرف على بعض.

تعانق الزوجان لفترة أقل من 20 ثانية وعادا إلى العمل، إلا أن المشهد أسال دموع الجميع في المستشفى.

سأقوم بأعمال المنزل مدة عام

أرسل فريق إنقاذ طبي من سيتشوان إلى ووهان في نهاية كانون الثاني، وفي مشهد مؤثر، صاح رجل بزوجته التي كانت من ضمن الوفد الطبي في السيارة: “تشاو ينغ مينغ! عودي بأمان، سأقوم بأداء الأعمال المنزلية لمدة عام كامل”، ما إن سمعت الزوجة صراخ زوجها حتى التفتت ولم تستطع إخفاء دموعها.

اشتقت إليك ولايمكننا اللقاء

كان ضابط شرطة في جيوجيانغ بمقاطعة جيانغشي في مهمة ولم يعد إلى منزله منذ عدة أيام، لذا توجهت زوجته إلى مكان عمله البعيد لتوصيل الطعام إليه.

كان الشرطي يلوم زوجته في الفيديو على المجيء إليه، ثم قال لها والسعادة تعلو محياه: “لقد رأيتك”، قامت الزوجة بأخذ الطعام ونزلت من السيارة، مشى الشرطي نحو زوجته وقال لها مازحا: “أيتها الغبية، كيف أتيت إلى هذا المكان البعيد؟ لقد أبلغتك بضرورة البقاء في المنزل.” لترد عليه زوجته قائلة: “لقد اشتقت إليك فما العمل؟ كما أنه لا يمكننا الالتقاء.” كان لهذه الكلمات وقع كبير على الكثير من مستخدمي الإنترنت.

ترك يوم زفافه ليكون في الخط الأمامي

في أواخر كانون الثاني قام “تشي ونشوي” الذي كان يعمل في مجال الوقاية من الأوبئة والسيطرة عليها في مقاطعة شاندونغ. بإقامة حفل زواجه مع حبيبته “رن مينا”.

وفي هذا الوقت الاستثنائي، اتفق تشي ونشوي مع حبيبته على أن يكون حفل الزواج بسيطا وأن يعطيا الأولوية للقيام بالواجب تجاه المجتمع.

في يوم الزفاف، استغل تشي ونشوي وقت الراحة ثم قام بقيادة سيارته وإيصال عروسته إلى المنزل، وبعد حفل الزواج الذي كان بسيطا للغاية، ذهب تشي ونشوي إلى عمله.

وخلال فترة زواجه، ومنذ ما يقرب عن نصف شهر قبل وبعد زواجه، كان مشغولا يوميا في الخط الأمامي في مجال الوقاية من الفيروس والسيطرة عليه، وقال بأن عزمه على حماية السكان خلال فترة زفافه وبذل القليل من الجهد للتغلب على الفيروس، من شأنه أن يجعل سنوات زواجه وحياته كلها أكثر قيمة.

حب الدراسة

في أواخر كانون الثاني، أنشأ مركز يوتشو للوقاية من الأمراض (CDC) مجموعة رائدة للوقاية من وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد ومكافحته، هناك مجموعة للسلامة الإحيائية، وهي المسؤولة بشكل رئيس عن اكتشاف الأحماض النووية الجديدة لفيروس كورونا.

كان “تشن وي” العمود الفقري لهذه المجموعة ويحتاج إلى دخول المختبر كل يوم لاختبار العينات المشتبه فيها للحمض النووي الفيروسي.

تعلم “ليو يي”، الزوجة التي تخرجت أيضا في اختصاص علم الأحياء المجهرية، أن مختبر الحمض النووي هو أقرب مكان للفيروس، وأن العمل فيه خطير مثل “إزالة الألغام في ساحة المعركة”.

مع تطور الوباء، يحتاج فريق السلامة الاحيائية إلى توسيع قدراته، كلفت ليو يي والديها بالاعتناء بابنها، وأخذت بزمام المبادرة، وبعد أن تم فحصها على مختلف المستويات، أصبحت مؤهلة لدخول المجموعة.

تقول ليو يي عن زوجها:” “منذ الكلية، كنا زملاء الدراسة. لقد عرفنا بعضنا بعضا لمدة عشر سنوات، واليوم قد مضى على زواجنا عشر سنوات أخرى، لكننا لم نعمل قط في نفس المختبر. آمل أن أكون معه، لإجراء اختبارات معه، وأذكره في جميع الأوقات بضرورة الحفاظ على نفسه”.

زفاف في ساحة المعركة

كان التاسع من شباط هو اليوم الذي اتفقا فيه على إقامة حفل زفافهما، وبعد ظهور وباء الالتهاب الرئوي الفيروسي الجديد، انهمكا جميعا في أداء مهامهم في المستشفى. أرادا في الأصل إلغاء حفل الزفاف.

أثناء حوارهما، اقترحت العروس “لي مينغيان” فجأة على العريس “شي ويلي” اللذان يعملان بمستشفى الشعب بمقاطعة خنان، “ما رأيك بأن نعقد حفل زفافنا في ساحة المعركة ضد المرض؟” وبهذه الطريقة، يمكننا المشاركة في العمل لمكافحة الوباء بشكل طبيعي مع الاحتفاظ بيوم الزفاف الأصلي والأهم من ذلك ، سيكون ذكرى لا تنسى.

حضر عدد قليل من الناس فقط،، بما فيهم الموظفون المناوبون، وكان الجميع يرتدي الكمامات. تمت إقامة حفل الزفاف وفقا لإجراءات الزواج العادية، حيث ذهب “شي ويلي” أولاً إلى القسم الذي كانت فيه العروس في الطابق السابع، وعاد بها إلى مكتب العريس في الطابق الخامس. وكان الرئيس في العمل شاهدا على الزواج، ووقع التواصل مع أهل العروسين عن طريق الفيديو، وتم شكر الوالدين على حسن التنشئة، وكان حفل زفاف مبهج ويلبي أيضا معايير ومتطلبات الوقاية من الأوبئة.

تتعدد القصص وتكثر الروايات، وكما مرّت أوبئة عبر التاريخ وانتهت وباتت من الماضي لابد لجائحة الكورونا من الاندثار، لتشرق شمس الحب والحياة من  جديد.

صحيفة الشعب اليومية أون لاين اليومية + البعث ميديا || اعداد ليندا تلي