البرومو ومعركة نسب المشاهدة
أسابيعٌ تسبق بداية الشهر الكريم، يستعد الناس خلالها لاستقباله، ومعهم تتجهز شركات الإنتاج والقنوات الفضائية المختلفة لبدء الترويج للأعمال الدرامية من أجل الفوز في معركة نسب المشاهدة وكسب أكبر عدد من الجماهير..
ويعد “البرومو” أهم سلاح في هذه المعركة، إذ يسعى صناع الأعمال الدرامية، على اختلاف أنواعها، لإنتاج مقاطع تمثل وعداً لما ينتظر المتلقي طول حلقات العمل، باستخدام التقنيات السينمائية والاختيار الدقيق للمشاهد، دون إفساد الحبكة، لتشكيل مقطع ترويجي يحفز المشاهد للإقبال على العمل أو النفور منه..
في المواسم الرمضانية السابقة رأينا كيف نجح “البرومو” بتحقيق مشاهدات عالية للعديد من الأعمال الدرامية، أغلبها لم يكن على ذلك القدر من الأهمية من ناحية المضمون، لكن طريقة إنتاجه وعرضه جعلتنا نعتقد أننا أمام عمل ضخم وحبكة مشوقة، غير أن النتيجة كانت كارثية بعد عرض المسلسل، فالهالة التي خلقها البرمو تجاهه تبين أنها زائفة، خيبت أمل المشاهدين ولم ترقى لتوقعاتهم..
يمكن للبرومو أن يضلل المشاهد ويجعله يرفع من توقعاته ليصدمه بعد ذلك بشيء مغاير تماما، وهذا يحسب لصناع العمل الذين حققوا هدفهم بالاستحواذ على المتابعين، إلا أنه في بعض الأحيان يحدث العكس تماما، إذ لا يرقى البرومو لأهمية العمل الذي يكون على قدر كبير من الاحترافية الإخراجية والتمثيلية والنصية، تفوق تلك الأعمال التي حصدت على نسب مشاهدات عالية، لكن سوء صنعه والضعف في إنتاجه تسبب بعدم الإقبال على العمل، باستثناء قلة قليلة لربما لم تتعرض للبرومو أولا وتابعت العمل وحده، بعيداً عن تلك الصورة الخاطئة التي وصلت للكثيرين ومنعتهم من المتابعة..
صحيح أن عوامل أخرى قد تدفع لمتابعة العمل، كالمخرج والكاتب والبطل، لكن عدم الحرفية في صنع البرومو قادرة على تدمير الصورة التي بُني العمل على أساسها، فالموضوع ليس مجرد عرضٍ للمشاهد الأبرز واستخدام التقنيات الحديثة في ذلك، إذ يتطلب الأمر إيقاعا خاصا ومكثفاُ، وعمليات أصعب من صناعة العمل نفسه، لخلق تلك الحالة لدى الجماهير التي تثير الفضول في دواخلهم، تحفز خيالهم لمعرفة تفاصيل الحكاية وكشف خباياها..
ومع بداية الموسم الحالي، هل ستكون الأعمال المعروضة على مستوى الترويج المقدم لها أم سيكون “البرومو” الخاص بها مجرد فقاعة للدعاية وحسب؟؟!..
رغد خضور