“لاستامبا” الإيطالية تشكك بالمساعدات الإنسانية
شككت صحيفة إيطالية بالمساعدات الأمريكية والروسية المقدمة إلى إيطاليا لمكافحة انتشار فيروس “كورونا”، معتبرة أن هذه المساعدات هي تنافس بين دولتين قويتين، فقد أفادت صحيفة “لاستامبا” الإيطالية بمقال لها في وقت سابق “إن القوتين العظميين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وجدتا وسائل جديدة من المنافسة لتعزيز نفوذهما أو توسيعه”، مضيفة إن “المنافسة تكمن بالقدرة على توريد المزيد من المعدات والأدوات الطبية والموظفين، فضلاً عن تقديم مساعدات مالية كبيرة إلى البلدان التي تعاني تفشي الفيروس كورونا”.
مساعدات أمريكية
اقتصرت المساعدات الأمريكية للشعب الايطالي لمكافحة الفيروس، بقيام العسكريين الأمريكيين في ايطاليا، بتقديم خدمات العلاج الفائض عن الأمريكيين، فقد وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس الوزراء الإيطالي جيوسيبي كونتي، بإرسال مساعدة طبية بقيمة 100 مليون دولار، وفي إحاطة إعلامية لترامب بالبيت الأبيض قال: “اتصلت برئيس وزراء إيطاليا، لدينا إمكانيات إضافية ومنتجات طبية إضافية لسنا بحاجة لها”، و”تشمل المساعدات قيام العسكريين الأمريكيين في البلاد بتقديم خدمات العلاج، والمساعدة في إنشاء مستشفيات ميدانية وإمدادات في مجال النقل”، فتم إرسال مستشفى ميدانيا من نوع “إي.أر.بي.إس.إس” إلى إيطاليا بالشهر الماضي.
إستراتيجية موسكو
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصف المساعدات الروسية المقدمة لإيطاليا في محاربة الـ”كورونا”، بأنها “ليست من جهة واحدة”، قائلا: “روسيا تشتري من إيطاليا أجهزة الضغط الخاصة والتنفس الاصطناعي”، مضيفا “هناك يوجد تعاون كبير مع الجانب الإيطالي، فلم نشتر المعقمات والمطهرات، ونحن نشتري أجهزة استشعار الضغط من إيطاليا، والتي بدونها من المستحيل إنتاج أجهزة تهوية ميكانيكية في روسيا، وهذا التعاون ينمو”.
ووصلت منذ 22 آذار الماضي، 15 طائرة روسية إلى إيطاليا، وعلى متنها مختصون عسكريون بعلم الأوبئة وخبراء من وزارة الدفاع، وقاموا بتسليم ثماني فرق طبية وتمريضية إلى منطقة جبال أبينين لمكافحة الفيروس، بالإضافة إلى معدات الفحص وتدابير التطهير.
كونتي يوضح
في وقت سابق أوضح رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، عن صحة الأخبار حول وضع روسيا شروطا لقاء المساعدة في مكافحة فيروس كورونا المتفشي في بلاده، قائلا “إن مجرد التلميح بأن المساعدة التي نتلقاها من روسيا أو الصين أو دول أخرى ممكن أن تؤثر على الموقف السياسي لإيطاليا، بحد ذاته إهانة كبيرة”.
وذكر كونتي خلال مقابلة مع “بي بي سي” حول ما إذا تم تقديم المساعدة مقابل شروط معينة، بما في ذلك دعم ممكن من إيطاليا في قضية رفع العقوبات، “هذه إهانة ليست لي فقط، وإنما للرئيس بوتين. لقد أجريت مع الرئيس الروسي مكالمة هاتفية مطولة، ولم يظهر من خلال حديثه أي تلميح لاستخدام المساعدات كوسيلة ضغط، بل أظهر تضامنا صادقا مع الوضع في إيطاليا”.
زاخاروفا ترد
من جانب آخر، ردت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على ما نشرته صحيفة “لاستامبا” الإيطالية في وقت سابق بأن “أن 80% من المعدات التي أرسلتها روسيا لإيطاليا لا تجدي نفعا في مكافحة كورونا، وأن موسكو تحاول تحقيق مطامع سياسية عبر تقديم المساعدات”، قائلة “أن المساعدات الروسية لإيطاليا المتعلقة بمكافحة فيروس كورونا المستجد، تحمل طابعا إنسانيا بحتا ولا ترتبط بأي حال من الأحوال بالأمور السياسية”.
وقالت زاخاروفا، خلال مؤتمر صحفي: “بالطبع نرى مقالات محددة، وعلى وجه الخصوص صحيفة “لا ستامبا” الإيطالية، لقد ميزت نفسها بمقالات متعددة، هذه مجرد افتراءات بخصوص المساعدة الإنسانية التي قدمتها روسيا، مضيفة “نحن سوف نوقف هذا التضليل، وسنفعل ذلك بصرامة وبشكل منتظم”.
البعث ميديا || رصد- عزالدين شحادة