من داخل الأسرة
يواجه الأزواج بعد الانفصال مشكلات جمة، في مقدمتها الأطفال الذين يقعون في دائرة الضياع، فحقد الكبار يؤثر في الصغار لدى مشاهدة آبائهم وأمهاتهم، عندما يعيشون عند أحدهما وعلى هذا الأساس، تعد مشاهدة الأبناء بعد الطلاق من القضايا المؤلمة إنسانياً والتي تحدث نتيجة رفض أحد الزوجين السماح لأطفالهما بمشاهدة الأم أو الأب وفقاً لما يقتضيه القرار القضائي، مما يضطر الطرف المتضرر للجوء إلى القضاء.
ونتيجة لهذا التعنّت أصبح منع تنفيذ حكم القضاء بمشاهدة الطفل من قبل الأم أو الأب في حالة وجوده مع أحدهما، ظاهرة تعقب الطلاق مباشرة رغم أن الأمر يتعلق بحق شرعي قانوني، لأجل ذلك أوجدت المحاكم المختصة بالشأن الأسري نصاً قانونياً يبيح للمطلقة أن تشاهد أطفالها مرتين في الشهر، وينطبق هذا القرار على المطلق أيضاً، إلا أن الطريقة التي ينفذ بها القرار غير ناجحة أحياناً، ولاسيما أن المشاهدة تتم في المحاكم الشرعية والتنفيذية، والتي غالباً ما تعجّ بالمشكلات والقضايا الأسرية المختلفة، وأحياناً تصاعد حدّة الخلاف بين الأطراف المتنازعة هناك، ليبقى الطفل يسمع ويرى مشاهد غريبة وألفاظاً سيئة بعيدة عن الذوق العام، فتترسخ في ذهنه، وتفضي هذه المشاهدات المتكررة والزيارات إلى تلك الأماكن إلى إرهاق نفسي وكره للقاء الأبوين المنفصلين، لذلك نأمل من المعنيين والقضاة في المحاكم الشرعية حلولاً طيبة للمشكلة في استحداث أمكنة خاصة لحالات المشاهدة تحوي قاعة تتوفر فيها وسائل الراحة كلها ليتسنى للطرفين وأطفالهما قضاء وقت جميل ومريح، وهي فرصة أيضاً لإصلاح ما تحطّم في ظل هذه الأجواء الجميلة وبإشراف باحثين اجتماعيين أو اختصاصي نفسي له خبرة ودراية في المجال المذكور، وبذلك نكون قد سعينا لحل المشكلات الاجتماعية بدلاً من تعقيدها.
د.رحيم هادي الشمخي – أكاديمي وكاتب عراقي