مع اقترابها.. ماذا عن قلق الامتحانات وإجراءات التربية؟
نتيجة للواقع الصحي الذي أرخى بظلاله على العالم أجمع بسبب انتشار وباء كورونا، اتخذت الحكومة السورية العديد من الإجراءات الاحترازية للتصدي له، فمنع التجوّل إلا للضرورة القصوى، وأغلقت المدارس والجامعات أبوابها، هذه الحالة لا بد تركت آثار نفسية على الطلبة خاصة طلبة الشهادات امتزجت بين القلق والخوف المضاعف فللامتحان رهبة كما يقال، فكيف بالامتحانات في ظل هذه الظروف؟!.
اليوم وبعد أن حددت وزارة التربية موعد امتحان الشهادات العامة والتعليم الأساسي بكافة اشكالها، أيام معدودات تفصل الطلاب عن امتحانهم، ومع التحضير لها يتضاعف القلق والخوف من نتائجها، وتعتريهم حالة نفسية انفعالية تؤثر على اتزانهم النفسي وقدرتهم على استدعاء المادة الدراسية أثناء الامتحان خوفا من الرسوب أو الفشل، فالامتحان أيّاً كان موضوعه أو مجاله، هو محطة مهمة في حياة كل طالب، لأنّه يُحدّد ثمرة مجهوده ويرسم مستقبله ويقترب به خطوة نحو تحقيق حلمه.
ماذا عن قلق الامتحان..؟
تشير العديد من الدراسات بأن قلق الامتحان من المواضيع المهمة التي تؤثر على الطلاب سلبا أو إيجابا، فالقلق الذي يعتري غالبية التلاميذ قبل وأثناء الامتحانات هو أمر طبيعي وسلوك عرضي مألوف مادام في درجاته المقبولة، بل ويعد دافعا إيجابيا لتحقيق الدافع نحوالإنجاز المثمر.
وقد يأخذ القلق الامتحاني أعراضا غير طبيعية كعدم النوم وفقدان الشهية وعدم التركيز وكثرة التفكير في الامتحان وعدم القدرة على استدعاء المعلومات من الذاكرة، والانشغال في النتائج المترقبة فإن هذه الأعراض وغيرها تُربك التلميذ وتعرقل أداءه المطلوب في الامتحان، مما ينتج عنه قلق ما يسمى “بقلق الامتحان”.
استبانة لقياس مستوى القلق عند الطلبة
في سورية وحرصا من على الطلبة ودفعهم للوصول الى نتائج ايجابية أعدت وزارة التربية “مركز القياس والتقويم التربوي” استبانة لقياس القلق الامتحاني، وكانت البداية من طالب التعليم المهني بهدف قياس ما يفكر به أو شعوره تجاه الامتحانات خلال الفترة الحالية, فضلاً عن رصد مدى انسجامه, ورضاه مع الإجراءات التي تتخذها وزارة التربية لتعويض الفاقد التعليمي.
وبالنسبة لنوعية الأسئلة التي تضمنتها الاستبانة فقد جاءت بواقع (20) بنداً، حول قلق الامتحان والرضى عن إجراءات الوزارة للتخفيف من هذا القلق، وقد شارك فيها (73003) تلميذاً وطالباً من الشهادتين الأساسي والثانوي العام.
وبخصوص توزع الاستبانة وهل وصلت إلى جميع المحافظات أم وزعت إلى محافظات معينة، يؤكد مصدر في مركز القياس والتقويم لـ”البعث ميديا” بأن الاستبانة وُزعت الكترونياً على موقع وزارة التربية، حيث وردت الاستجابات من جميع المحافظات، وكانت استجابات الإناث أعلى من الذكور بنسبة (14 %)، والمدينة أعلى من الريف بنسبة (28%)، في حين بلغ متوسط درجة القلق (3.3) من أربع درجات وهو مؤشر إلى قلق حاد.
هدف الاستبانة
تهدف هذه الاستبانة،بالدرجة الأولى إلى إعطاء الطلبة فرصة للتعبير عن آرائهم، وإيصال رسالة أن وزارة التربية بجميع الظروف، تعمل بجدية لضمان حسن سير دراستهم والتخفيف من ضغوط الامتحانات لديهم، وقد تراوحت نسبة من استفادوا من المنصات التربوية ونافذة التعلم الذاتي لتعويض الفاقد بين (13 – 20%) وهي نسبة مشجعة، لاسيما في ظل هذه الظروف وضعف شبكة الانترنت والكهرباء، حيث خفض من القلق بمتوسط (1.78) درجة.
وأضاف المصدر: فيما يتعلق بأهمية الدراسة في التوسع بالتعلم عن بعد، فتعد هذه الدراسة خطوة إيجابية لتعزيز التعلم عن بعد سيما وأنه أجاب عنها (14%) من الفئة المستهدفة خلال فترة أسبوع وهذا يدل أن موقع وزارة التربية ومنصات التربوية ونافذة التعليم والفضائية التربوية تصل إلى شريحة لا بأس بها من الطلبة ويمكن تطويرها ليصبح التعليم عن بعد متاحاً لجميع الطلبة تماشياً مع متطلبات القرن الحادي والعشرين.
تعويض الفاقد التعليمي
وحول تعويض الفاقد التعليمي أكد مدير التعليم المهني والتقني في وزارة التربية المهندس غسان قباقيبو حرص الوزارة على ضرورة تمكين طلاب التعليم المهني من معلوماتهم وتدعيمها، استعداداً للامتحانات عن طريق بث ندوات تعليمية على القناة الفضائية التربويه السورية وفق جدول محدد، اعتباراً من 2/5/2020 في تمام الساعة الثالثة ظهراً، ويمكن للأبناء الطلاب متابعة هذه الندوات، والتواصل مباشرة مع المدرسين، وطرح أسئلتهم، واستفساراتهم، متمنياً لهم متابعة مفيدة.
نصائح مركز القياس والتقويم لتجنب قلق الامتحان
وعن أهم النصائح التي يقدّمها مركز القياس والتقويم في وزارة التربية حول تجنب القلق والخوف من الامتحان، يضيف المصدر: من النصائح الهامة التي نتوجه بها لطلبتنا الأعزاء لتجاوز القلق والمنغصات عدم الاستماع لما يشاع على مواقع التواصل الاجتماعي أو الشائعات التي تطلق هنا وهناك، وأن يكون موقع الوزارة هو المصدر الأساسي لتلقي المعلومات حول الامتحانات لأن الوزارة حريصة على سلامتهم أولاً وتحصيلهم الدراسي ثانياً، ونحن في مركز القياس والتقويم التربوي مستمرون في رصد الآراء حول هذا الموضوع وهو باهتمام شخصي من قبل وزير التربية، حيث صرح قبل أيام بعدة إجراءات حول الامتحانات والفاقد التعليمي وتصب جميعها في مصلحة الطلبة. مع تمنياتنا لهم بالتوفيق والنجاح.
نصائح عامة
ووفقا للعديد من الدراسات حول كيفية التخلص من قلق الامتحان، ما على الطالب إلا اتباع بعض الأمور كمحاولة تنظيم وقته والدراسة في مكان هادئ بعيداً عن الضجيج، واتباع التغذية الصحية والسليمة، واختيار الزملاء المجدّين الذين لا يضيّعون أوقاتهم.
كما يمكن للطالب دراسة المواد قبل الامتحان بوقت كافٍ حتى لا يتداركه الوقت، وعمل جدول للامتحان وتقسيم المواد لدراستها بشكل منتظم، إضافة الى النوم باكرا لأن النوم الكافي يخفف من التوتر والقلق الذي يمكن أن يصيب الطالب، والابتعاد عن المنشطات والمنبهات؛ كونها تضر بالصحة، والتفاؤل والابتعاد عن الأفكار السلبية.
البعث ميديا || ابتسام جديد
للاطلاع على الاستبانة الدخول على الـــــــــــــرابط