في زمن كورونا…إنه الوقت المناسب لإظهار مهارات المرشد المدرسي
مضى وقت على إعلان فيروس كورونا (كوفيد 19) وباء عالمياً الأمر الذي دفع بكثير من الدول ومنها سورية لإيقاف أو تعليق أو تأجيل الأعمال والنشاطات والوظائف حرصاَ منها على سلامة المواطنين.
وكان لوزارة التربية السورية جملة من التدابير عملت على إتخاذها ضمن الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا لتأمين سلامة طلابها وكادرها الإداري والتعليمي مما أدى إلى تغيرات كبيرة في البرنامج التدريسي، ومواعيد الامتحانات ما سيخلق العديد من الصعوبات والمشكلات المختلفة في المستقبل، ومن هنا كان لابد من تفعيل دور المرشد المدرسي في مواجهة المشكلات على جميع الأصعدة وأن يكون قادراَ على التخفيف منها قدر المستطاع ومشاركة الكادر الإداري والتدريسي للتغلب على جميع الصعوبات والنهوض بالتعليم لأعلى المستويات عند الإعلان عن إنتهاء الجائحة والعودة إلى الحياة الطبيعية.
أهمية الارشاد المدرسي
يعتبر الإرشاد المدرسي من أهم الخدمات النفسية التي يقدمها المجتمع للفرد لأنه يتموضع في المؤسسة الأكبر وهي المدرسة وما من شخص دخل المدرسة إلا استفاد من هذا النمط من الإرشاد عند الوقوع بمشكلة معينة وبالتالي زاد الاهتمام بالإرشاد المدرسي لأهميته بظل الظروف المجتمعية لمساعدة الشريحة الأهم في المجتمع وهي التلاميذ نظرا لخصوصية هذه المرحلة والمشكلات المختلفة التي تواجههم خلالها.
وتتعدد أدوار المرشد المدرسي في المدراس الا انها في أزمة كورونا يمكن ان تتمحور حول ثلاثة أدوار هامة تتلخص في الدور الإنشائي، الدور الوقائي، الدور العلاجي، فالدور الإنشائي يتمثل من خلال حفظ وتطوير الأهداف التربوية عن طريق مجموعة أساليب منها كاكتشاف أصحاب المواهب، وتهيئة الفرص على خلق روح العمل عن بعد، مع الاهتمام بتمكين التلاميذ لفهم القيم الحقيقية للمعايير الأخلاقية، وتوجيه التعليم والبرامج المدرسية المستجدة عبر الاتصال عن بعد للتلبية الحاجات التي تظهر.
الدور الوقائي فيتطلب تهيئة المواقف التي يشعر فيها التلميذ بالأمان، خاصة وان القرارات كانت متوالية وسريعة وتوحي بالمجهول الى ان اتضحت الصورة، كما يجب تهيئة أوجه النشاط التي يشبع الميول في ظل الاتصال المفتوح عبر الانترنت، والحفاظ على تنمية العلاقات الودية الطيبة بين المدرسة والتلميذ وهو بعيد عن مدرسته.
والدور العلاجي ياتي في حالات ظهور المشكلات لدى التلاميذ وتتطلب دراسة كل حالة على حدى والعمل على علاجها، مع ضرورة الحفاظ على فهم تأخير التلميذ عن مواعيد بدء الدراسة الناتجة عن ظروف اجتماعية بوجود كورونا او بمعزل عنه كالظروف أسرية على سبيل المثال.
المعايير الأساسية لتحديد لنجاح المرشد المدرسي
لكي يكون الإرشاد ناجحاَ لابد من ملاحظة بعض التغيرات الظاهرة والقابلة للملاحظة وخاصة بعد أزمة كورونا فيجب أن تكون قد حدثت وبذلك فأن بناء معايير النجاح تتضمن سلوكيات جديدة سوف تحدث وتحديد الشروط التي ستحدث في ظلها وأن تكون المعايير موضوعية ومتبعة بشكل جيد وخلال عملية إيقاف االعملية الإرشادية بين المرشد والمسترشد عليهما بدراسة المعايير الموضوعة خلال مرحلة تحديد الهدف واكتشاف الارتباط العاطفي التي تحقق بين المرشد والمسترشد، كما تظهر أهمية امتلاك المرشد المدرسي للمهارات الشخصية والعلمية والمهنية كامتلاكه لشهادات الحاسوب والمعرفة بجميع التقنيات المتعلقة به وبشكل خاص في ظل أزمة كورونا، والعمل على تواصل المرشدين المدرسين مع الطلاب عبر المنصات الإلكترونية ووضع البرامج الإرشادية التي تخص كل طالب على حده لمواجهة السلبيات التي يواجهها وتنمية ودعم الإيجابيات.
كما يبدو ضرورياً تفعيل دور المنصات الإلكترونية والتعلم و(الإرشاد عن بعد ) ليتمكن المرشدين من ممارسة مهاراتهم في إرشاد الطلاب في ظل التغيرات على جميع الأصعدة.
ويظهر جلياً دور المرشد المدرسي في حال حدوث أي أزمة لدى التلاميذ، وها هي أزمة كورونا أطلت على الجميع لتضاعف مسؤولية المرشدين وضرورة تمكينهم من الادوات اللازمة ليساهموا بشكل فعال إلى جانب وزارة التربية بكوادرها التدريسية والإدارية لتجاوز تبعات هذه الازمة على التلاميذ والوصول بهم إلى بر الأمان.
البعث ميديا – وفاء حسين