أسواق طرطوس الشعبية تحدث فرقاً بسيطاً في الأسعار.. وتجار سوق الهال “غير مرغوب” بهم في المعادلة
يبدو أن القرار الذي تم اتخاذه على مستوى فتح أسواق شعبية للخضار والفواكه من المنتج للمستهلك في عدد من المدن والمناطق بدأ يحدث شكلاً جديداً من علاقة ” التحدي” بين المواطن المستهلك وبين التاجر الذي كشف خلال جائحة كورونا عن حقيقة جشعه واستغلاله الفاضح لكل الأزمات وما يتعرض له هذا المواطن الفقير الأمر الذي يتطلب إعادة النظر بكثير من حلقات هذه العلاقة وكسر العديد منها بما يضمن نوعاً من العدالة لكلا الطرفين المنتج ” المزارع ” والمستهلك حيث ضاقت عليهما شتى الظروف والاستغلال البشع من قبل المستحكمين برقاب العباد والبلاد من تجارالسوق وما قاموا به فحلقت أسعار جميع السلع والمواد الغذائية سواء المنتجة محلياً أو المستوردة تحت مبررات وتداعيات هذا الوباء فكانا ضحايا تجار وحيتان أسواق الهال.
وخلال جولة في بعض أسواق المدينة الشعبية كان لافتاً هذا الازدحام خلال فترة ما قبل الظهر من قبل المواطنين علّهم يحصلون على ما يحتاجونه من الخضروات والفواكه بأسعار منافسة وأيضاً بنوعية مقبولة لحد ما وهذا بكل تأكيد لم يكن ليتوفر لهم في أسواق الجملة ومحلات الأحياء وإلا لما يتحمل الكثير منهم عناء التنقل ومصاريف النقل وكذلك هذا الازدحام ومخاطره كوننا ما زلنا في مرحلة الخوف من خطر تفشي كورونا وعبر عدد ممن التقيناهم عن ارتياحه لوجود مثل هذه الأسواق رغم الملاحظات الكثيرة المتعلقة بعدم تجهيز بعضها بما تحتاجه وبعدها عن الأحياء واضطرار الكثيرين لاستخدام سيارات تاكسي الأجرة وغيرها وبالتالي مضاعفة المصاريف.
بالمقابل عكس وجود هذه الأسواق الشعبية حالة من الرضا من قبل بعض المزارعين الذين يقومون بجلب بعض من محاصيلهم من البطاطا والبندورة والفريز والكوسا وبيعها مباشرة للمستهلك مع تحقيق القليل من هامش الربح لصالح المزارع بالمقام الأول حيث كان يذهب الفرق الكبير منه لصالح تجار سوق الهال الذين يتحكمون بمصيرهم ومصير رزقهم بلا شفقة أو رحمة ومن جهة أخرى قيامهم ببيع هذه المنتجات للمواطن بطريقة أكثر استغلالاً فكانوا كالمنشار بحسب تعبير بعض المزارعين مع الإشارة لوجود بعض تجار “سوق الكراج القديم” وقيامهم ببيع الخضار والفواكه في هذا السوق.
وهنا من المفيد طرح السؤال هل السوق محصورحقيقة بما يحمل من شعار “من المزارع إلى المستهلك “أم هو لكل من تسمح علاقته بأصحاب القرار للبيع في هذا السوق مع قليل جداً من فارق السعر؟ وأي مصلحة للمزارع بوجود هؤلاء؟ كما تم لفت انتباه المتابع لحال هذه الأسواق وما عبرعنه باستغراب أحد المعنيين بالشأن الفلاحي على مستوى التنظيم في المحافظة وجود أكشاك تحت يافطات معلنة وواضحة للجميع تحمل اسم تجار سوق الهال وما غمزمنه بسؤاله : طالما السوق من المنتج للمستهلك مباشرة فما الداعي لوجود تجار سوق الهال في هذا السوق مكملاً بطرح السؤال الآخر إذا كان وجوده لدعم المزارع وتشجيعه فتوجد عدة طرق منها شراء المحصول “كاش ” من المزارع وتوفير عناء نقل البضاعة عليه والمصاريف الكثيرة وليس محاصصته في لقمة عيشه أينما حل وتوفرت له فرص النجاة من قبضة التاجر واستغلاله له وهذا برسم الجهات المعنية في محافظة طرطوس ومنها اتحاد فلاحي المحافظة وحرصاً لنجاح معادلة العلاقة من المنتج للمستهلك وبعيداً عن حلقات الوساطة وسمسرة تجار السوق وتغولهم اللا محدود…
البعث ميديا- طرطوس – لؤي تفاحة