“الحاجة أُم الاختراع”.. كورونا تزيد الهواجس من تسارع الثورة الرقمية
فقد عدد من الناس وظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي والروبوتات خلال السنوات الأخيرة، وزادت المخاوف أكثر خلال أزمة جائحة “كورنا” حيث سارعت الشركات في استخدام الروبوتات لتقوم بالعديد من الوظائف في ظل الإغلاق العام أو الجزئي الذي فرضه تفشي الوباء، باعتبارها الأفضل في التعامل معه كونها لا تنقل العدوى وبذات الوقت لا تتعب ولا تكل، ولتقليل عدد الموظفين الذين يترتب عليهم القدوم إلى مكاتبهم، ولزيادة تطبيق التباعد الاجتماعي الواجب اتباعه للحد من تفشي الفيروس من جانب آخر.
في سورية صمم فريق من نادي “جينيوس” للروبوتات والبرمجة روبوتا يعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي يستطيع اكتشاف حرارة الانسان وتسجيل بياناته الخاصة بدقة وهو مزوّد بحساس حرارة، يعتمد على مبدأ استقبال كمية الأشعة تحت الحمراء الصادرة عن الشخص الذي يقف أمامه، كما زُوّد بمحركات الذراع التي تتيح للروبوت إعادة تعقيم نفسه بعد كل فحص.
ويمتلك الروبوت شاشة عالية الدقة والتمايز لإظهار الأرقام بوضوح، كما يمكنه قراءة بيانات الهوية الشخصية، والبحث عن الوجه أثناء الفحص والاحتفاظ بصورة لكل شخص، إضافة إلى أنه قابل للتطوير.
وجرى تزويد الروبوت بمجموعة تسجيل صوتي يدوياً أو عن بعد تتيح التعامل مع المصابين من خلف ستار بلوري، بحيث يتم التواصل بين المريض والمعالج من خلال البث الصوتي لبعضهم عن طريق الروبوت.
كذلك وتماشيا مع إجراءات الحجر الصحي وعدم قدرة المذيعات على الحضور للإذاعة تم تقديم أول نشرة اخبار بواسطة مذيعة آليه “روبوت” بثلاث لغات عبر إذاعة “ريان اف ام”.
أما في تونس فقد شرعت الداخلية في استخدام شرطي آلي، للقيام بدوريات في شوارع العاصمة، وفرض الإغلاق المفروض في الوقت الذي تكافح فيه البلاد انتشار كورونا، يعمل الروبوت عن بُعد، ومجهز بكاميرات تصوير بالأشعة تحت الحمراء والحرارية، بالإضافة إلى نظام إنذار صوتي وضوئي. ينادي الروبوت على منتهكي الحظر المشتبه بهم: “ماذا تفعل؟ أظهر لي هويتك؟ ألا تعرف أن هناك حظرا؟ “
أما عالميا فقد أقامت جامعة Business Breakthrough اليابانية مراسم حفل تخرج افتراضي لطلابها عملاً بقواعد التباعد الاجتماعي، فاستخدمت روبوتات لتحل محل الطلاب الخريجين في استلام الشهادات، ووضعت صور الطلاب الخريجين على شاشات عرض مركبة على رؤوس الروبوتات عند استلام الشهادات لتمثيل الخريجين.
وكان هناك 4 طلاب في القاعة للتحكم بالروبوتات عن بعد. كما تم أيضاً وضع روب وطاقية التخرج على الروبوت ليعطي صورة قريبة إلى حد ما لهيئة الطالب المتخرج.
وفي هونغ كونغ يتم استخدام الروبوتات لتنظيف غرف عربات النقل الجماعي للسكك الحديدية التي تنقل ملايين الركاب يوميا.
من جهتها بدأت مطاعم مثل سلسلة “ماكدونالدز”، في اختبار الروبوتات في مهام الطهي وتقديم الطلبات، كما استطاعت الروبوتات تحسين الخدمات في مخازن شركة أمازون وسلسلة متاجر والمارت.
من جهتها لجأت إيطاليا إلى الروبوتات لمنع نقل العدوى للأطباء والممرضين ولتعوض نقص الكوادر الطبية أو الأدوية الصحية مثل الكمامات والقفازات، حيث يقوم الروبوت بمراجعة الوظائف الحيوية للمريض ويجري محادثة عبر شاشته بين الطبيب والمصاب.
وقال الدكتور فرانشيسكو دينتالى، مدير العناية المركزية فى مستشفى سيركوزلو في فاريزي الإيطالية: إن “الأمر أشبه بوجود ممرضة أخرى، بدون مشاكل تتعرض بالعدوى، ويتم وضع الروبوتات بجوار سرير المريض حتى يتمكن الأطباء من رعاية الآخرين الذين هم في ظروف أكثر خطورة وتلتزم حالتهم التدخل البشري، وفقا لصحيفة “المانيفستو” الإيطالية.
عدوى الروبوتات انتقلت إلى اسبانيا التي اعتمدتها للحد من انتشار فيروس كورونا، فاشترت أربعة روبوتات قادرة على 80 ألف اختبار يوميا، وذلك في محاولة لعدم نقل العدوى، حيث تجري حاليا اختبارات بصورة يومية تتراوح بين 15- 20 ألف.
طائرات بدون طيار
اعتمدت الصين على الطائرات بدون طيار لرش وتطهير الشوارع، وذلك للحفاظ على حياة عاملي النظافة، كما قامت مدريد باستخدامها لمراقبة السكان والتزامهم بحظر التجول المفروض لعدم نقل عدوى كورونا، وفقا لصحيفة “إيه بي سي” الإسبانية.
تطبيقات التعقب
اعتمدت مدريد تطبيق يسمى Coronamadrid، المصمم لتحفيف الأعباء على المستشفيات، باعتباره يسمح بالاستفسار عن أعراض الفيروس.
وتستخدم كلا من إسبانيا والأرجنتين أيضا تقنية موازين حرارية 5G التي تقيس الحرارة لأكثر من 200 مريض في وقت واحد، ويستخدم عبر الانترنت، وذلك لتجنب العدوى، ويتم تواصله مع المهنيين الصحيين لتلقي التنبيهات حول أي تغير في درجة حرارة الجسم، وفقا لصحيفة “انفوباي” الأرجنتينية.
ابتكارات أخرى
فكر المصمم ستيف بروكس صاحب شركة دي.دي.بي ليمتد لصناعة الأثاث المكتبي في غرب لندن، في طريقة لفتح باب السيارة دون لمس المقبض، فابتكر مشبكا صحيا صغيرا يمكن وضعه في الجيب وهو مصنوع من مادة مصمتة غير مسامية مما يسهل تنظيفه.
أما شركة سيلا الأمريكية فقد أعادت استخدام برمجياتها التحليلية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لقياس حرارة الأفراد من الجبهة وإطلاق إنذار إذا تم اكتشاف ارتفاع درجة الحرارة ويتلقى برنامج الشركة صورا من كاميرا حرارية ويمكن استخدامه في المباني العامة مثل المستشفيات والمطارات ومكاتب الشركات.
تعددت الابتكارات وكثرت على مبدأ “الحاجة أم الاختراعات” ولكن يبقى الخوف قائما من أن تشغل هذه الروبوتات والاختراعات حيزا كبيرا وتحتل أماكن الناس في عملهم لتكثر البطالة في عموم البلدان، فهل نحن على موعد مع موظفين آليين ينجزون اعمالا كثيرة بلا ملل ولا كلل؟ تبقى الأجوبة رهن الأيام والسنين القادمة؟.
إعداد: ليندا تلي