“السيد آدم” وحده ينجو من الوباء
قد يكون “مقابلة مع السيد آدم” العمل السوري الوحيد الذي ينجو من الوباء الحاصل في المشهد الدرامي هذا العام؛ فراغ على صعيد الكم والنوع، وفراغ على المستوى الفكري والفني وحتى الجمالي، وعلى الرغم من وجود عدة أعمال تعرض خلال شهر رمضان، لكنها لم تقدم من العمل الفني سوى اسمه..
وسط هذه الموجة من التراجع التي تسيطر على الساحة الدرامية، يبرز المميز غسان مسعود لينهض بعمل يرتقي إلى المستوى الفني الذي عهدناه لدى المنجز الفني السوري ولدى المسعود، من خلال تجربة خاصة للمخرج فادي سليم تؤكد رؤية فنية ملفتة من خلال التقنيات والأدوات الإخراجية وانتقاء الشخصيات والأداء الاحترافي للممثلين..
العمل الفني الذي يمكن تصنيفه ضمن النوع البوليسي، يعالج، في الوقت نفسه، قضايا اجتماعية وإنسانية، ويتجول في دهاليز الطب الشرعي وأسراره، وهو إن عانى من بعض السّقطات والهنّات الدرامية على صعيد النص والحوار، أو حتى الإخراج، إلا أن الأداء المتقن لأبطال العمل كان الرافعة الأساسية للعمل ككل، وهنا لا بد من الإشارة إلى الأداء الجيد لمحمد الأحمد والصعود المميز للسدير مسعود كوجه جديد يمتلك إمكانيات فنية لافتة.
التجربة الناجحة للمخرج فادي سليم، لم تقتصر على الإخراج الجيد، بل على النص المكتوب بعناية أيضاً، ما أضاف للعمل، وأعطاه بنية درامية متماسكة، وأكد قدرة المخرج على صنع رؤيته الإخراجية الخاصة وتجسيدها مشهدياً من خلال صناعة نصّه أيضاً.
تميّز العمل أتى من خلال الاهتمام بكليّته، والعناية بمحاوره الأساسية أولاً، النص والحبكة الدراميّة والإخراج واختيار الشخصيات، ثم الاهتمام بالتفاصيل التي قد تكون مكمّلة للمشهد الفني لكنها هي من تصنع الفارق، وتعطي العمل هويته وخصوصيته، وهنا يبرز دور الكاميرا والإضاءة والموسيقا التصويرية، وصولاً لشارة البداية والنهاية.
البعث ميديا – هديل فيزو