الصين تكذب الادعاءات الأمريكية والغربية حول كورونا
بعد الخسائر البشرية والاقتصادية التي تكبدتها أمريكا والدول الغربية، بسبب انتشار فيروس “كورونا المستجد” فيها، كذبت الصين الاتهامات والادعاءات الأمريكية والغربية، التي أطلقها الساسة هناك، بزعم أنها وراء سرعة تفشي هذا الوباء أو إخفاء معلومات متعلقة بالفيروس.
مزاعم غربية
منذ تفشي الوباء بالولايات المتحدة، استخدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبارة “الفيروس الصيني” للإشارة إلى فيروس “كورونا”، رغم الاستياء الصيني من العبارة، وفي 1 أيار أعلن ترامب “أن لديه معلومات حول إنشاء فيروس كورونا في مختبر ووهان الصيني دون أن يكشف عنها”، وذكر وزير خارجيته مايك بومبيو “أن الولايات المتحدة لديها “دليل كبير” على أن فيروس كورونا الجديد نشأ في مختبر في ووهان الصينية”، رافضا في الوقت نفسه “التعليق على ما إذا كان الفيروس، في رأيه، قد تم إطلاقه عن قصد أو أنه كان حادثًا”.
وفي وقت سابق أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس لصحيفة بريطانية، “أن هناك أسئلة على الصين الإجابة عليها متعلقة بالمعلومات التي أتاحتها عن تفشي فيروس كورونا المستجد وتحليل مفصل لدورها يجب أن يتم في وقت لاحق”.
هدف الاتهام
كشف الخبير الروسي الدولي، ستانيسلاف بيشوك، “أن الدول الغربية والولايات المتحدة تتحضر لموجات وحملات خاصة لاستخلاص المعلومات بشأن ظهور فيروس كورونا المستجد في الصين”، جاء ذلك في مقابلة خاصة مع وكالة “سبوتنيك”، قائلا : ” فيروس كورونا الذي بدأ في مدينة ووهان الصينية عزز المخاوف الغربية أكثر من الصين، لكن بالمبدأ لا أحد يصدق أن تكون بكين هي من أطلقت الفيروس بنفسها وعمدا..”
وحسب صحيفة “غارديان” البريطانية أنه “لايوجد دليل حتى الآن على أن أصل COVID-19 خرج من مختبر أبحاث في ووهان”، مشيرة إلى إن المخابرات في “بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا وكندا” تحاول الضغط على الصين من خلال نشر تقارير تهدف إلى ” للدعاية المضادة والضغط على الصين”.
الصين ترد
كذبت الصين ما وصفته بـ24 “ادعاء غير منطقي” أطلقه بعض الساسة الأمريكيين والغربيين بشأن تعاملها مع تفشي فيروس “كورونا”، فقد ركزت وزارة الخارجية الصينية أغلب إفاداتها الصحفية على مدى الأسبوع الماضي لنفي اتهامات الساسة الأمريكيين، خاصة وزير الخارجية مايك بومبيو، بأن الصين حجبت معلومات عن الفيروس.
ونشرت الوزارة الصينية مقالا في 30 صفحة عبر موقعها الإلكتروني مساء السبت، الذي بدأ بالاستشهاد بابراهام لينكولن الرئيس الأمريكي في القرن الـ19، جاء فيه “كما قال لينكولن يمكنك أن تخدع بعض الناس كل الوقت ويمكنك أن تخدع كل الناس بعض الوقت لكن لا يمكنك أن تخدع كل الناس كل الوقت”، كما استشهد المقال بتقارير إعلامية قالت “إن أمريكيين أصيبوا بالفيروس قبل تأكيد أول إصابة به في ووهان”.
وفي تفنيد الصين للمزاعم الأمريكية بأن الفيروس جرى “تخليقه عمدا أو تسرب بشكل ما من معهد علوم الفيروسات في ووهان”، ذكر المقال “إن جميع الأدلة تظهر أن الفيروس ليس من صنع الإنسان وإن المعهد لا يملك قدرات تخليق فيروس جديد”.
ورفض المقال اقتراحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الخارجية بومبيو بأن “الفيروس يجب أن يطلق عليه اسم “الفيروس الصيني” أو “فيروس ووهان”، مشيرا إلى وثائق من “منظمة الصحة العالمية” تفيد بأن “الفيروس يجب ألا يرتبط اسمه بمكان أو بلد”.
كما استعرض المقال جدولا زمنيا لتقديم الصين المعلومات للمجتمع الدولي “في الوقت المناسب” و”بشكل يتسم بالشفافية”، نافيا المزاعم الأمريكية والغربية بأنها تباطأت في توجيه التحذير.
ورغم نفي العلماء الأمريكيين الاحتمالات حول إنشاء الفيروس في المختبر ووفقا لهم، فإن “الفيروس من أصل حيواني”، كما أعلنت منظمة الصحة العالمية بدورها عن أن “فيروس كورونا أصله طبيعي”، ورغم تأكيدات الصين المتكررة، ونفيها أي تكتم على أي تفاصيل متعلقة بتفشي “فيروس كورونا المستجد”، فما زالت أمريكا وبعض الدول الغربية تصر وتواصل على توجيه الاتهامات المسيسة الموجهة ضد الصين.
البعث ميديا || اعداد: عزالدين شحادة