العلاقات العائلية في زمن الـ”كورونا”
يبدو أن الحجر المنزلي الذي فرضه فيروس كورونا زاد المشاكل الأسرية ضمن أفراد العائلة الواحدة الناجمة عن عدة أسباب فرضتها ظروف الحرب القاسية التي يعيشها الشعب منذ عشر سنوات و لم تنتهي عند وباء “كورونا” القاتل في ظل ارتفاع الأسعار التي تشهدها الأسواق المحلية لجميع المواد والمنتجات والذي زاد الطين بلة .
وبين رئيس الشعبة النفسية وأستاذ في كلية الطب بجامعة دمشق الدكتور يوسف لطيفة لـ”البعث ميديا ” أن العنف الأسري غالباً ما يزداد في حالات الأزمات ومنها الحجر المنزلي بسبب الاكتظاظ وتغير نمط الحياة وعدم وجود وسائل لتفريغ القلق والانفعالات حيث الزوج والزوجة معاً مما يزيد من عدم التأقلم الذي ينتهي بالعنف، علماً أنه من الحالات الصعبة والخطيرة عدم وجود بصيرة وقناعة عند الشخص العنيف أنه عنيف أن تصرفه هذا خاطئ وهو ما نشاهده في حالات الإدمان واضطرابات الشخصية وحالات الخيانة الزوجية.
ومن بين الأسباب بحسب لطيفة سوء التكيف الأسري بسبب اختلاف وجهات النظر بين الزوجين مما يؤدي لقيام أحد الزوجين بتصعيد الخلاف وبالتالي قد ينتهي بالعنف وخاصة ضد الزوجة، إضافة إلى إهمال أحد الزوجين للآخر مما يؤدي إلى المدى الطويل للعنف للفظي أو الفيزيائي “الضرب”، وكذلك الإهمال، والأمراض النفسية عند أحد الزوجين كالاكتئاب أو الوسواس أو الغيرة أو الشكوك المرضية وعدم الثقة، و الخيانة الزوجية بكل درجاتها.
وكذلك المشاكل العائلية بتسلط أحد الزوجين ومحاولة فرض رأيه مما ينعكس بالعنف كرد فعل على هذا التسلط وعدم تقبل الطرف الآخر، و التفاوت الاجتماعي أو الثقافي أو المادي قد يكون سبباً للعنف بسبب نظرة التعالي و الشعور بالفوقية لطرف على طرف الأخر، إضافة إلى المشاكل العاطفية الأسرية ، و اضطرابات الشخصية بأنواعها المتعددة وخاصة عند الزوج.
وختم لطيفة بأن العلاجات المقترحة وهي بتقييم الحالة ومعرفة الأسباب المتعندة واكتشافها، و العلاج النفسي المعرفي السلوكي و العلاج العائلي أو الأسري عند المعالجين النفسيين أو المرشدين النفسيين و لابد من تفهم كل طرف للآخر و تقبل الواقع مع التركيز على إيجابيات الطرف الأخر وليس السلبيات.
البعث ميديا – فداء شاهين