دور وسائل التواصل في تنمية اتجاهات العمل التطوعي لدى الشباب الجامعي في ظل كورونا
شهدت المرحلة الراهنة تطوراَ هائلاَ على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ولاسيما أيضاَ التطورات على الصعيد التكنولوجي في مجالات التواصل الاجتماعي كالفيس بوك -التويتر اليوتيوب الانستغرام _وغيرها العديد من وسائل التواصل التي تحمل تأثيرا إيجابيا وسلبيا على الأفكار لدى متابعيها وبشكل خاص الفئة الأكبر والأهم من بين شرائح المجتمع وهم الشباب الجامعي في مرحلة العمرية لها تأثيرا هاما اذ ما أسُتغلت بشكل إيجابي نحو تنمية دورهم للمشاركة الفعالة في جميع القضايا التي تخص مجتمعهم وبشكل خاص خلال أزمة كورونا وما بعد أزمة كورونا مما يؤدي إلى المشاركة في تجاوز هذه الأزمة كغيرها من الأزمات التي مرت خلال سنوات الحرب على سورية.
أهمية دور وسائل التواصل في تعزيز قيم المشاركة
تشكل وسائل التواصل الاجتماعي جزءاَ هاماَ جداَ في الحياة اليومية ولاسيما لدى الشباب الجامعي، فمنهم من يستخدمها للبحث العلمي أوللترفيه فيما يعتبر الأغلبية أن لها دور كبير في تشكيل سلوك الشباب وتغيره بمنحى إيجابي أو سلبي ويعود ذلك إلى الهدف من استخدامها، وبالتالي لابد من استثمار دور وسائل التواصل الاجتماعي، في تشجيع الشباب الجامعي على الانخراط بقضايا مجتمعهم المختلفة من خلال طرح موضوعات شبابية هامة وبرامج ودورات ثقافية تعمل على غرس قيم المحبة والمشاركة المجتمعية وتحمل كل فرد المسؤولية للعمل على تجاوز جميع الأزمات التي يتعرض لها المجتمع كونه جزء من المجتمع مما يعزز الهوية الوطنية والمسؤولية الاجتماعية لدى الشباب الجامعي.
تعزيز العمل التطوعي لدى الشباب الجامعي
حظي موضوع البحث بمجالات العمل التطوعي باهتمام العديد من العلماء والباحثين في علم الاجتماع وعلم النفس من خلال عدة أبحاث سلطت الضوء على تنمية المشاركات المجتمعية للشباب الجامعي، والحاجة الملحة لمثل هذه الأبحاث، في ظل التغيرات الراهنة، بما فيها أزمة كورونا وتأثيراتها على جميع الأصعدة، ولايزال العمل التطوعي يستقطب العديد من الشباب السوري، حيث شهد المجتمع مؤخراَ ظاهرة ازدياد وتنوع عمل المؤسسات الخاصة التي ترعى برامج ونشاطات متعددة تحظى باهتمام كبير من قبل الشباب الجامعي لانتشارها ما ساهم في تطوير المهارات والقدرات لدى الشباب الجامعي وتطوير خبراتهم العلمية والحياتية وتعزيز انتمائهم الوطني والحس بالمسؤولية إضافة لاستخدام تلك المؤسسات للتسويق الإعلامي عبر شبكات التواصل الاجتماعي بشكل مكثف وجاذب.
ويمكن العمل على تعزيز ثقافة الأفراد بالعمل التطوعي من خلال دورات وبرامج ثقافية واجتماعية متنوعة، والعمل على نشر دورات مجانية تساهم بالتعريف بالعمل التطوعي ومجالاته، وذلك باستخدام التواصل عن بعد عبر الوسائل الالكترونية.
احتياجات للتحفيز
وتظهر ضرورة تسليط الضوء على عمل جميع المنظمات والجمعيات الأهلية وكل المؤسسات التي تعمل بالمجالات الإنسانية والتعريف بأهدافها ودورها في المجتمع، والتغلب على جميع معيقات العمل التطوعي من الشخصية والاجتماعية والاقتصادية، وتحفيز الشباب الجامعي من خلال توفير الأدوات الهامة للمشاركة المجتمعية وبشكل خاص للذي يرغب بالمشاركة في مواجهة مشكلات مجتمعه ويعاني من المشكلات الاقتصادية الصعبة التي تحد من طموحه، وتكامل العمل بين القطاعين الخاص والحكومي لتحقيق التنمية المجتمعية، وتنويع مجالات العمل التطوعي ليشمل جميع القضايا الطارئة بالمجتمع، وتفعيل وتطوير دور المرشدين الاجتماعين في تعريف وتحفيز الشباب الجامعي على العمل التطوعي.
وللإعلام دور في عرض أبحاث ومشاريع ودورات تساهم في تحفيز الشباب على الانخراط بالعمل التطوعي، كما يجب التشجيع على البحث وتقديم رسائل أكاديمية علمية لأهمية العمل التطوعي في مختلف المنظمات والمجالات الإنسانية كافة.
اضافة لاحترام وتقدير جهد الشباب المتطوع اضافة للتدريب المستمر للتعامل مع التحديات وتحسين تعامل الشباب مع الحالات المختلفة، زرع التفاؤل والحب والأصرار على المتابعة وتوثيق جميع الأنشطة والمشاركة عبر وسائل التواصل المختلفة لتشجيع كل من لديه الرغبة ويحتاج إلى من يشجعه ويأخذ به كقدوة وليضع بصمته المختلفة للتعبير عن حبه للوطن وتعزيز الانتماء الوطني من خلال مواجهة كل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والصحية كل من مكانه وبحسب رغبته بالنهوض بسورية وتكافل جميع المؤسسات التي تعمل على ذلك، كي نكون قادرين على مواجهة أي جائحة مهما كانت من خلال وعي الشباب في ظل الجائحة العالمية وما بعدها.
البعث ميديا || وفاء حسن حسين