القراءة.. غذاء الروح ورياضة العقل
أتاح جو الحجر الذي فرضته جائحة كورونا، لدى الناس الكثير من ساعات الفراغ التي تمضي هباء، ولكي لا يشعر المرء بإضاعة الايام والوقت بلا جدوى، فليقرأ ما أمكنه من الكتب والروايات الالكترونية من خلال الحاسوب الشخصي او الجوال، فالقراءة غذاء الروح كما الطعام غذاء الجسد يبنيه ويقويه.
فوائد القراءة
لاشك ان القراءة تنمي القدرات العقلية وتحمي من الشيخوخة والزهايمر، وتمنح القارئ فرصة للترفيه عن نفسه بالإبحار في عالم المطالعة’ وتقمص الشخصيات بكل حرفية وهذا يعتمد على فحوى الكتاب وطريقة سرده للأحداث بطريقة سلسلة وشيقة.
ويجد البعض في المطالعة سبيلا للتمتع بنوم هادئ بعيدا عن التوتر والقلق الذي يعتريه جراء الظروف المعيشية والغلاء الفاحش بالأسعار، وهمّه في تأمين لقمة عيش أطفاله ومستقبلهم، زاد قلقهم الخوف من عدوى فيروس كورونا الذي قضّ مضجعه.
ليس هذا فحسب بل تعتبر القراءة فرصة مجانية للثقافة والمعرفة داخل المنزل بعيدا عن حضور البرامج التعليمية والمكلفة أحيانا.
لا يقتصر النسيان على عمر الشيخوخة ففي عصر التكنولوجيا والثورة الرقمية بات الشباب مدمني منصات التواصل معتمدين في كل ما يتساءلون عنه على محرك البحث “غوغل” لتدخل عقولهم في مرحلة ثبات وهنا تكمن الكارثة فيبدؤون بعد سنين بالبحث عن طرق لتنشيط ذاكرتهم من فيتامينات وأغذية متناسين القراءة ترياق العقل، ناهيك عن أن القراءة تساهم في توسيع فهرس المصطلحات الذي يساعد في التعبير والتحدث بطلاقه في مسارح الحياة الاجتماعية، وبعضهم وجدها رفيق يؤنس وحشته في أوقات العزلة في وقت غلبت فيه المصالح المزيفة وسادت فيه الصداقة العفنة.
وهناك من يجد نفسه وينميها من خلال مطالعته الدؤوبة للكتب، فبالقراءة تقوى لغتنا وتزدهر مفرداتنا وكما أننا نقرأ للحصول على الفائدة كذلك نقرأ بعض الروايات البوليسية والقصص الرومانسية للترفيه والمتعة.
أوقات القراءة
غالبا ما ينصح الخبراء بالقراءة بعد الاستيقاظ مباشرة حيث يكون الذهن نشطا، والقراءة أثناء السفر والتنقل لتعبئة الوقت، وكما أنهم ينصحون بالقراءة قبل النوم لدورها الفعال في الشعور السريع بالنعاس، إلا أن بعضهم لا ينصح بالقراءة قبل النوم لأن الذهن ينشغل بالأفكار التي يقرأها.
كما ينصح المختصون القراء بتدوين الملاحظات التي كونها من الكتاب في ملف أو دفتر للعودة إليها وقتما شئت، من جهة أخرى يمكنك تلخيص الكتاب في حال أردت الحصول على المعلومات يوما ما دون الحاجة لإعادة قراءة الكتاب.
سلبيات القراءة
تعد القراءة سلاح ذو حدين فكما أن لها آثار إيجابية فلها بالمقابل آثار سلبية فمثلا الانبهار برواية ما أو بالكاتب نفسه يجعله يحفظ مصطلحاته ويتحدث بها ويتبناها بذلك يصبح أسير الكتاب أو أفكار معينة، وحين يصبح رهين الافكار والحلول التي يطرحها الكتاب يتعامى عن أي حلول أخرى، متناسيا أن الكتاب من صنع البشر وبالتالي قد لا تكون الحلول ناجعة بالضرورة، والشيء المهم الذي ينبغي إدراكه بأن لا يشعر القارئ بالاستعلاء والغرور مدعيا معرفته وإلمامه الشديد كونه يقرأ، فعليه أن يعي تماما بأنه مهما قرأ يبقى ينقصه الكثير وبحاجه للكثير من المعرفة والعلوم، فالإنسان السليم الواعي العاشق للمطالعة يصبح إنسانا متواضعا لا متعاليا متعجرفا.
طرق تحبب القراءة اليك
وثمة نصائح.. يقدمها المختصون.. لكي تصبح محبا شغوفا بالقراءة منها تخصيص ساعة ثابتة يوميا تكون خاصة للقراءة، وعليك اختيار الجو المناسب للقراءة كغرفه هادئة وإضاءة جيدة تريح العينين، ضع بيدك قلما ودفترا لتدوين ملاحظاتك، أو تلخيص الكتاب بعد قراءته، تحدث وتناقش بالموضوع أو المعلومة التي قرأتها مع صديق لترسخ المعلومات في ذهنك وتصبح رصيدا وقت الحاجة، اقرأ بتمعن وتركيز ولا تستعجل، اعتبر الكتاب صديقك فهو يرفه عنك ويسليك وينفعك دون أن يأخذ منك شيء على مبدأ “وخير جليس في الأنام كتاب”.
في المحصلة كلما قرأ الانسان أكثر زادت ثقافته الحياتية أكثر، فالقراءة ليست حكرا على سن معين، فهي تساعد على مواجهة ضغوط الحياة وحلها بعقل وروية، لذلك ينصح بالقراءة وبشكل يومي لرفد العقل والروح بالغذاء، فالعقل كالجسد يحتاج غذاء ليحيا وينتعش، فمن امتلك رصيد معلومات كبير لا يمكن هزيمته وإقناعه بسهولة، ويناقش ويبدي رأيه بكل ثقة وبالتالي يحظى باحترام المجتمع له ولرأيه فلتكن المطالعة عادة يومية جميلة.
البعث ميديا || ليندا تلي