قانون قيصر لا يخيفنا
مع بداية تطبيق قانون قيصر سيء الذكر، ذلك القانون الجهنميّ الذي مهّد له الأمريكيون منذ العام 2014، و الذي تريد أمريكا من خلاله خنق سورية اقتصاديا و إجبارها على تنفيذ الإملاءات الأمريكية وبالتالي تحقيق ما عجزت عن تحقيقه بالحرب، لفت نظرنا تبني عرض القانون من قبل نائبة رئيس الحكومة على مجلس الوزراء لنيل تأييده والموافقة على العمل به بحجة الخوف من فرض العقوبات على الحكومه والمؤسسات والشركات اللبنانيّة، ومن ثم إعادة النّظر في العلاقات اللبنانيّة السوريّة والمساهمة في تقطيع أوصالها، ناسية أنّ الرئة التي يتنفس منها لبنان هي سورية الشقيقة، فهل هو حقا خوف منها على لبنان، أم إذعان لمطالب أمريكيّة؟
إذ لا يغيب عن الحكومة اللبنانيّة أن تطويق سورية وقطع مختلف الإمدادات عنها ، و عدم إعمارها هدفه لبنان وإفقاره وتمزيقه كما صرّح بذلك ترامب نفسه ….
إنّ المساهمة في حصار سورية هدفه الأول والأخير لبنان، هدفه الأول والأخير سلاح المقاومة، وإن المساهمة في الحصار على سورية يحمل الويلات للبنان والمزيد من التدهور والإنهيار الإقتصادي والمالي والسياسي والإجتماعي، الذي يخنق لبنان فيضطر الى الركوع أمام الجبروت الأمريكيّ، ونحن نقول إنّ احتمال رؤية نجوم الظهر أقرب إلى التحقق من إخضاع المقاومة الباسلة .
أعداء لبنان يدعون إلى محاصرة سورية خدمة لإسرائيل ، و يسعون جاهدين لأن يفعلوا بلبنان ما فعلوه باليمن الصامد في وجه إجرامهم الوحشي .و في رأيي أن العمل بقانون سيزر مهما كانت الضغوط الامريكية أمر غير مقبول و يصب الزيت على النّار ليزيدها إضطراماً، ويهدد بذلك أمن لبنان وسلمه ومستقبله .. ولذا فإن من الخطأ الفادح الخضوع لهذا القانون .
و يبدو لنا أن هناك رابطا بين ما يحدث وبين وما سبق من طرح نشر قوات اليونيفل على الحدود مع سورية، الحدود التي تمّ عليها تصفية مرتزقة أمريكا وإسرائيل ، الحدود التي يصدّر منها مزارعو لبنان ما يؤمّن لقمة عيشهم ويُستورد عبرها الكثير مما نحتاجه ..
الحدود مفتوحة مع سورية ، فلماذا يأتي الغريب ليحرسها ، ألا يعني ذلك أن وراء الأكمة ما وراءها !
إن العوده الى الرشد هي الحل الأنسب في هذا الوضع الحرج الذي يمر به لبنان وسورية والعرب جميعا ، و ليكن معلوما للجميع ان أمريكا مهما فعلت ستبقى عاجزة عن تجريد المقاومة من سلاحها ، وأن هذه المقاومة ستستمر رغم أنف الأعداء حتى تحقيق اهداف التحرير كاملة والقضاء على الكيان الصهيوني والارهابي …
هي سورية الأبية فلا خوف من عقوبات من قيصر العصر الذي نري كيف يقف اليوم في مواجهة شعبه على رجلين من ورق …!
أحمد عجمي – نائب لبناني سابق