زيارات عالناشف..!!
تجتمع الجارات، كما درجت العادة، في أيام العطل، للابتعاد ولو قليلاً عن مشاغل الحياة وأعباء المنزل، غير أن جلسات هذه الأيام لا تحمل إلا الهم فوق الهم، فعلى “كاسة متة” و”فنجان قهوة” تتفتح الجروح وتبدأ الفضفضة..
الأحاديث في تلك الزيارات تغيرت كثيراً، فمواضيع الأزياء ومعدات التجميل، وجديد المنزل من أثاث وأدوات، وإنجازات الأزواج والأبناء، ليست هي ما تتمحور حوله، والمسيطر الوحيد هو الغلاء الذي طال كل شيء، وخاصة الخضراوات والمواد الغذائية، وحتى “علبة المتة” و”نص كيلو القهوة”، التي لم يبق غيرها للضيافة، لم تسلم من ذلك، في حين اقتصر البعض على تقديم أحدهما دون الأخر..
ما كانت تحفل به جلسات “الوناسة”، من مقرمشات ومعجنات وأصناف الحلويات والبيتيفور والفواكه، لم يعد موجوداً وباتت منسياً من زمن بعيد، وبقيت العادات محتفظة بأدنى معايير الضيافة، ولكن حتى مجرد المتة أو القهوة أصبحت عبئاً على المضيف، نظراً لارتفاع أسعارها بشكل كبير، فضلا عن أن العلبة يمكن أن تنتهي بيوم واحد ونص الكيلو لا يصمد إلا قليلا، وليس بمقدور الجميع أن يشتريه..
هذه التجمعات الصغيرة يمكن إسقاطها على كل الزيارات التي تحصل في أي وقت وبأية مناسبة، حيث باتت الطاولات تفتقد لما كان يوضع عليها، وأبسط أشكال الرفاهية لم يعد بالإمكان توفيره، والمتنفس الوحيد أمام الكثيرين، ممن حرموا قبل ذلك من أمور أخرى صارت حلما بالنسبة لهم، يبدو أنهم على وشك أن يفقدوه أيضاً..
رغد خضور