إدمان «الأركيلة» فاق الجائحة
باتت “الأركيلة” طقسا يوميا تغزو المقاهي والمطاعم والمنتزهات والمنازل، لتتحول إلى سيدة كل الجلسات وجليسة كلا الجنسين على حد سواء حتى المراهقون باتوا مدمني “أركيلة” ويتفاخرون فيما بينهم بعدد الانفاس التي يستطيعون تدخينها، ليس هذا فحسب بل ويتجاهرون بأنواع المعسل الراقي فعلى نوع المعسل تكون كريما وغنيا، حتى الفحم يجب أن يكون سنديان طبيعي.
أهل الاختصاص يحذرون
في الفترة الأخيرة مع تفشي فيروس “كورونا”، حظّرت الحكومات تناول “الأركيلة” في المقاهي، ليس لأن “الأركيلة” ناقل قوي للوباء بل لأن التبغ يؤثر سلبا على المناعة وصحة الجسم ما يجعل الشخص أكثر ضعفا في الصمود بوجه الفيروس وهذا ما أكدت عليه منظمة الصحة العالمية في تحذيرها من مخاطر تدخين “الأركيلة”.
بدورهم أكد أخصائيون بأن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ فإذا قام شخص مصاب بالفيروس ولمس رأس الأركيلة ووضعها بفمه أو عطس ولامس الرذاذ “الأركيلة” أو محيطها وجاء شخص آخر ولمسها تنتقل العدوى بكل تأكيد.
معللين تحذيرهم بأن “الأركيلة” لا يتمّ تعقيمها قبل استعمالها في المقاهي وتداولها من شخص لآخر لأنه من الصعب وضعها بالكحول عدا عن كثرة الجراثيم في خرطومها التي تنتقل من شخص لآخر.
وبناء عليه يوصي الخبراء باستعمال “الأركيلة” بشكل شخصي أي حكرا لشخص واحد يقوم بتعقيمها وتنظيفها وغسل يديه قبل استخدامها.
آراء
تقول “فاطمة” ذات الأربعين عاما بأنها أقلعت عن “الأركيلة” بشكل نهائي حتى في المنزل بعد انتشار الفيروس معلّلة ذلك بأنّ “الكورونا ليست مزحة” وبأنّ حياة أطفالها تعنيها كثيرا، مضيفة بأن دول عظمى اكتسحها الفيروس وحصد آلاف الارواح والإصابات رغم أنظمتها الصحية المتطورة، فما بالنا في سورية والوضع الصحي أنهكته سنين الحرب العجاف ناهيك عن الحصار الاقتصادي والعقوبات القسرية المفروضة عليه.
بينما اتفقت بعض الآراء من مدمني “الأركيلة” الذين وجدوا بتناولها ملاذا للتخفيف من ضغوط الحياة والوضع المعيشي السيء من غاز وكهرباء وغلاء أسعار، ورغم يقينهم وعلمهم بمخاطر “الأركيلة” والتحذيرات المتكررة في ظل تفشي الكورونا إلا أنّ جلساتهم السّامرة في البيت مع الأصدقاء ما زالت عامرة و”خرطوم الأركيلة” يتنقّل بينهم من يد ليد ضاربين بكل التوصيات الاحترازية عرض الحائط، محققين مقولة “دخّن عليها تنجلي” أو “أركل بتزنكل”.
بينما “علا” الخياطة تقول بشيء من الحزن كانت “الأركيلة” في المقهى مع الأصدقاء من أولوياتي اليومية للتنفيس عن همومي ومعاناتي الأسرية التي أهرب منها، لذا أترقّب وبشغف انتهاء حظر الأراكيل في المقاهي لنعود ونلتقي وصديقاتي، وحول سؤال لم لا تجتمعن في منزل احداكن كبديل عن المقهى، قالت: نحن أربعة صديقات تجمعنا ظروف متشابهة من وضع أسري سيء وكبت عنيف للحريات في المنزل وهذا بدوره يحرّم علينا التدخين والأركيلة أو حتى الاجتماع في البيت.
في نهاية المطاف ربما يكون الإقلاع عن “الأركيلة” ضرب من الخيال لمدمنيها ولكن خوفا على الصحة ومناعة الأجسام، ومن باب أولى الخوف على من نحبهم من أهل وأحبّة علينا التقليل قدر الإمكان من تناولها في البيت والالتزام بالإجراءات الاحترازية والتوصيات الصحية بالتمسك بالحظر على الأركيلة في جميع الأماكن العامة على الرغم من رفع القيود أو تخفيفها، للمحافظة على الصحة العامة.
البعث ميديا||ليندا تلي