لماذا تعزز روسيا قدرات أسطول الشمال؟!
تعد القوات البحرية الروسية من أهم القوى البحرية في العالم، فهي تمتلك 4 أساطيل إستراتيجية عملياتية “أسطول بحر الشمال.. أسطول المحيط الهادئ.. أسطول البلطيق.. أسطول البحر الأسود.. كما يوجد أسطول آخر صغير في بحر قزوين”، ولكن يبقى أسطول بحر الشمال الأهم في البحرية الروسية ويظل القوة العسكرية الرئيسية في منطقة القطب الشمالي.
الأهمية
يعد أسطول بحر الشمال من أهم الأساطيل الروسية، فهو يضم أكثر من 50 في المائة من القوات البحرية الروسية وأكثر من 40 غواصة متسلحة بالصواريخ ونفس العدد من سفن السطح، وعدة طائرات مضادة للغواصات، فقد أعلن قائد الحركة الروسية لدعم القوات البحرية، العقيد ميخائيل نيناشيف، “إن خطر الحرب يمكن أن يأتي من الشمال من الولايات المتحدة الأمريكية التي هي “خصمنا الاستراتيجي المحتمل” وسيكون أسطول الشمال هو الذي يصد الهجوم المحتمل وبمقدوره أن يفعل ذلك”، حسب ما نقلته “سبوتنيك” في سؤالها عن أهمية “أسطول الشمال”.
أيضا هناك سبب آخر وراء اهتمام روسيا بتعزيز أسطول الشمال، فأشار قائد سابق لأسطول الشمال الأميرال فياتشيسلاف بوبوف، “إنه على العكس من أسطول البلطيق وأسطول البحر الأسود، اللذين يعملان في منطقة جغرافية محدودة ومغلقة، ويوجد لأسطول الشمال مدخل مباشر لمحيط العالم”.
التسليح
يحوي أسطول الشمال على أكبر غواصة في العالم هي “دميتري دونسكوي”، التي يبلغ طولها أكثر من 170 مترا وعرضها 23 مترا، وتستخدم هذه الغواصة الآن لاختبار الصاروخ الجديد المعروف باسم “بولافا”، أيضا طراد “بطرس الأكبر”، وهو أكبر سفينة حربية في العالم لا يفوقها حجمًا إلا حاملات الطائرات، ويبلغ طول “بطرس الأكبر” 250 مترا وعرضه أكثر من 28 مترا، ويتكوّن طاقمه من حوالي 800 بحار، ويحمل صواريخ “غرانيت” الأسرع من الصوت المضادة للسفن وصواريخ “أوسا” و”كينجال” و”إس-300إف” المضادة للطائرات والصواريخ البحرية المضادة للغواصات.
وبشكل دوري تزود روسيا أسطول الشمال بالغواصات الإستراتيجية الحديثة، التي تتسلح بصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، حيث استلم أسطول الشمال مؤخرا غواصة جديدة تعمل بالطاقة النووية من فئة “بوري” هي “كنياز فلاديمير” (الأمير فلاديمير)، وتحمل كل غواصة من غواصات “بوري” 16 صاروخا بالستيا نوويا قوة الواحد منها 900 كيلوطنّ، ويجب أن يحصل أسطول الشمال بحلول عام 2023 على سفينة أخرى مماثلة لطراد “بطرس الأكبر” هو طراد “أدميرال ناخيموف”، الذي يخضع الآن لعملية تحديث، والتي تتضمن تسليحه بأحدث الصواريخ الفائقة السرعة “تسيركون”.
كما تصنع روسيا سفنا جديدة لأسطول الشمال هي فرقاطات فئة 22350 المزودة بالإلكترونيات الأكثر تطورا التي تستطيع اكتشاف العدو على بعد مئات الكيلومترات، ويتمثل سلاحها الأساسي في صواريخ “كاليبر”، ومن الممكن تزويدها بصواريخ “تسيركون” أيضا، وتحتوي فرقاطات 22350 على الصواريخ المضادة للطائرات وقطع المدفعية والطربيدات. وحصل أسطول الشمال على أولى فرقاطات 22350، هي فرقاطة “أدميرال غورشكوف”، في عام 2018.
تاريخ وإستراتيجية
أسس في عام 1933 من قبل الاتحاد السوفياتي باسم أسطول الشمال، فهو ينحدر بشكل غير مباشر من أسطول البحر في القطب الشمالي الذي أنشأته في عام 1916 من قبل الإمبراطورية الروسية لحماية البحر الأبيض خلال الحرب العالمية الأولى ، أيضا اشتركت قطعه في الحرب العالمية الثانية، وتركزت أهميته ألاستراتيجيه أثناء الحرب الباردة، كقوة توفر الدعم اللازم للصواريخ البالستية العابرة للقارات التي تم تصويبها نحو الشمال، وقاذفات القنابل الإستراتيجية، وتحمي البلاد في الوقت نفسه من الهجوم الصاروخي الممكن.
ويملك أسطول الشمال إمكانيات كبيرة لحماية البلاد من عدة جهات متعددة، وتوفير الدعم للدول الصديقة في مناطق أخرى، لذلك تقوم قطع أسطول الشمال بتوجه إلى البحار، وفي تصريحات صحفية سابقة، فقد أكد قائد أسطول الشمال الأميرال ألكسندر مويسييف، “أن قطع أسطول الشمال ستستمر في القيام بالرحلات البعيدة”، مشيرا إلى “أن سكان بعض الدول المطلة على البحر المتوسط سوف يرون علم أسطول الشمال”.
يقع مقر الأسطول الشمالي والقاعدة الرئيسية في سفيرومورسك ، بمقاطعة مورمانسك ، مع قواعد ثانوية في أماكن أخرى في خليج كولا ، يعد الأسطول الشمالي أساسًا للقيادة الإستراتيجية المشتركة للأسطول الشمالي، التي تم تأسيسها في عام 2014 والتي تضم جميع القوات المسلحة الروسية الموجودة في منطقة مورمانسك أوبلاست أرخانجيلسك، وعلى الجزر البحرية الروسية على طول ساحلها الشمالي.
البعث ميديا || رصد: عزالدين شحادة