“غوانتانامو1391”.. سجن إسرائيلي سري
منذ احتلاله لفلسطين أقام الاحتلال الإسرائيلي العديد من السجون والمعتقلات حتى وصل عددهم تقريبا لـ30 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف، وبظروف حياتية قاسية جداً لا تليق بالبشر ويُمارس بداخلها أبشع الأساليب الدموية، فتشبيهاً بسجن غوانتانامو الذي تديره أمريكا والمقام في أحد المناطق التي تحتلها من كوبا، أنشأت سلطات الاحتلال السجن “السـري 1391-غوانتانامو الإسرائيلي”، وبالرغم من أن السجن الإسرائيلي لم يحظ بالشهرة نفسها “بسبب السرية” مقارنة بالسجن “غوانتانامو” الأمريكي.
موقع السجن
يبدو السجن من الخارج كأي مركز شرطة بناه البريطانيون في الثلاثينات أبان انتدابهم لفلسطين، مختلف عن غيره من السجون، فهو ليس بمكان معرّف على الخرائط، كما تم محوه عن الصور الجوية وتم إزالة لافتة الطرق المرقمة مؤخراً.
“سجن 1391″، هو مكان مجهول، فحسب ما ذكرت صحيفة هآرتس “أن السجن عبارة عن بناية مبنية من الإسمنت في وسط الاراضي المحتلة، يتوسط “كيبوتس” قرية تعاونية استيطانية إسرائيلية بالكاد ترى في أعلى التلة لأنها محاطة بالأشجار الحرجية والجدران المرتفعة و برجين مراقبة توفر الحراسة العسكرية والمراقبة المكثفة لمحيط المنطقة”، و”يتعين على القادمين للمعسكر اجتياز بوابتين أحيطتا بأسلاك شائكة ، وبعد اجتياز البوابة الأولى يتم إقفالها آلياً وبعد ذلك فقط تفتح البوابة الثانية، ويحظى بتكتم وسرية عالية”.
لقد أزالت سلطات الاحتلال جميع ما ذكر حول موقع السجن من “الإعلام الإسرائيلي”، فقد كانت هناك لغاية السبعينيات لافتة قرب المعسكر تشير إلى أن البناية الإسمنتية القديمة التي تتوسطه استخدمت في عهد الانتداب كمحضر للشرطة البريطانية، حيث كتب على اليافطة: “الشرطة في خدمتك دائماً”، و بعد ذلك اختفت اليافطة أيضا، فإن اليافطة التي وضعت لاحقاً قرب مدخل القاعدة والتي كتب عليها اسم المعسكر 1391، فقد أزيلت قبل عدة سنوات، فلا وجود له في الصور الجوية الرسمية، وتظهر مكانه حقول وتلال أحضرت صورها من مكان آخر لتوضع بطريقة تخفي كل أثر للمعسكر في الصور الجوية.
انتهاك القوانين
في تقرير صدر عن مجموعة محلّفين من الخبراء القانونيين الدوليين، يرأسها ريتشارد غولدستون، قاضي في محكمة جنوب افريقيا الدستورية في تشرين الأول من العام 2003، وصف فيه معسكر الاعتقال في غوانتانامو “سجن 1391” الذي يدعى معسكر اعتقال “إكس راي “X-Ray” أي الأشعة تحت الحمراء “بالحفرة السوداء” التي يختفي فيها كل من يدخلها، بحيث يجردون من جميع حقوقهم الإنسانية التي منحتهم إياها اتفاقيات جنيف، كما أفاد التقرير بأنه “ليس بإمكان الدول احتجاز المعتقلين، الذين يصبحون مسؤولين عنهم، في المناطق الخارجة عن نطاق السلطة القانونية لأي من المحاكم الدولية”، فإنه ينتهك القوانين الدولي والإنسانية بشكلٍ فظيع، وعلى عكـس معسـكر الاعتقـال الأمريكي “X-Ray”، لا يعرف الناس مكان السجن “غوانتانامو الإسرائيلي”، وليس هناك صور فوتوغرافية قريبة أو حتى بعيدة المدى للمعتقلين فيه كالتي أخذت للمحتجزين في “حجيرات غوانتانامو”، وعلى عكس معسكر الاعتقال الأمريكي، لم يفحص أو يفتّش “سجن 1391 الإسرائيلي” مطلقاً من قبل هيئة مستقلة “مثل هيئة الصليب الأحمر الدولي”، فما يحدث في هذا السجن لغزٌ غامضٌ محير.
ويؤكد خبراء قانونيون أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد إخفاء بعض الأسرى الفلسطينيين في سجونها السرية وعدم الكشف عن مصيرهم رغم إن هذا يعتبر مخالفة جسيمة للمواثيق والقوانين والأعراف الدولية، في محاولة منها للتستر على جرائم الحرب التي ارتكبتها بحقهم.
البعث ميديا || تقرير- عزالدين شحادة