إعادة الفرز .. إجراء شكلي لم يلامس الجوهر
ما الذي حققته عملية إعادة فرز أصوات المستأنسين في مؤتمر فرع طرطوس الموسع ، والتي لم ينجم عنها اي تغيير جوهري في نتيجة الإستئناس . هل استعدنا الشعور بالثقة التى زعزعتها نتائج الاستئناس وما خلفته من تداعيات …؟
نتيجة إعادة الفرز رغم شفافيتها لم تلبي تطلعات نسبة كبيرة من رفاقنا الذين اعتبروها نوعا من تدوير المشكلة و ليس معالجتها ، والحال أنهم كانوا ينتظرون حلا حقيقيا ، وليس اجراء شكليا …
و لا شك أن لقيادة الحزب رؤيتها وأسبابها ومبرراتها لاتخاذ مثل هذا الاجراء … و من حقها اتخاذ أي قرار تراه يصب في خدمة المصلحة الحزبية والوطنية ، على ضوء ما لها من صلاحيات بهذا الخصوص ، وما بين أيديها من معطيات وتقديرات ..لكن كم كان الفرق سيكون شاسعا بين إعادة الاستئناس وبين إعادة فرز الأصوات..
ما شهدته صالة طرطوس الرياضية بين فرزي الأمس واليوم كان مهماً بلا شك وصولاً لدقة ووثوقية النتائج التي أعلنت على لسان الرفيق مهدي دخل الله عضو القيادة المركزية ، وحضور رئيس لجنة الرقابة والتفتيش الحزبية واثنين من أعضائها , لكنه لم يرو ظمأ الكثير من البعثيين ، ولم يلامس همومهم و آمالهم وأحلامهم ، ولا سيما
أن إعادة فرز الأصوات لم تأت بجديد بل على العكس أكدت توقعات الناس “المسبقة” وكرست قوائم الناجحين في الفرز الأول حتى في تسلسل نجاحهم عدا فروقات بسيطة في عديد أصوات مرشح وآخر ، ما رفع منسوب الشك وحالة عدم الرضا لدى شريحة واسعة تجلت في ردود فعل الشارع من خلال التعليقات الشفوية و تلك التي حفلت بها مواقع التواصل الاجتماعي ، وكذلك – مغلفات – الشكاوى والاعتراضات والوثائق التي ضاقت بها حقيبة عضو القيادة المركزية المشرف…
مانود قوله كتعبير عما يريده الناس هو ألا يتوقف مؤتمر استئناس فرع طرطوس عند إعادة فرز الأصوات فحسب ، بل أن يتخطى ذلك للإحابة عن التساؤلات التي تقض المضاجع: لماذا ؟ و كيف ؟ و من يتحمل نتائج ماحصل ؟
عندها فقط سنريح قواعدنا البعثية ، و نرتقي لما تضمنته كلمة الرفيق الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد للبعثيين قبيل انطلاق أعمال مؤتمرات الاستئناس…
و عندها سنقنع شارعنا البعثي بأن أحلامه لم تنكسر…
وائل علي