الانتخابات البرلمانية.. بين همّ المواطن والرسائل السياسية
البعث ميديا – سوار ديب
أيام قليلة وتدخل سورية سباق الانتخابات البرلمانية في دورته التشريعية الثالثة، التي كانت مقررة في شهر نيسان الماضي، وتم تأجيلها مرتين بمرسوم من الرئيس بشار الأسد حتى الـ19 من تموز الجاري، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا “كوفيد-19”
وستجري الانتخابات البرلمانية في هذه الدورة في ظل ظروف خاصة تسودها الإجراءات الاحترازية المفروضة من الفريق الحكومي المعني بالتصدي لفيروس كورونا، ومن جهة أخرى العقوبات الاقتصادية الأحادية الجانب المفروضة على البلاد من قبل أعداء سورية.
الحملة الدعائية للمرشحين بدأت، فلافتات وصور المرشحين تملأ بعض شوارع المدن، بينما مدن أخرى خلت من صور المرشحين، على غرار انتخابات الدورة الماضية، وذلك بسبب الوضع الاقتصادي لبعض المرشحين.
الشارع السوري متباين الرأي بين متفائل ومتشائم، فالبعض أكد أنها قد تكون بداية جديدة بخلاف كل المرات السابقة، ولعلها تحمل الفائدة للشعب فعلاً، والبعض الآخر قال “شو الفائدة من الصور بدون برامج انتخابية بدنا المرشح وبرنامجه”.
“البعث ميديا” أجرت استطلاعا وأخذت رأي الشارع السوري بمختلف المجالات حول الاستحقاق الانتخابي المقبل، وما هي الرسائل الداخلية والخارجية التي ستحملها هذه الانتخابات..
الصحفي السوري وسام الجردي يقول أن “المرشحين للانتخابات أغلبهم يسوقون لبرامج غير احترافية وبطرق تقليدية إضافة لغياب الخبرة السياسية لمعظمهم وتتضح برامجهم ارتجالية عبارة عن تكرار لذات المطالب وذات الشعارات، متناسين دورهم التشريعي، مضيفاً أن جميع المرشحين غفلوا عن برنامج انتخابي يظهر الدور التشريعي لهم، أو أحدهم يتبنى خطة تشريعية لأحد القوانين ينوي طرحه في المجلس إذا نجح ووصل إلى سدة البرلمان”.
ومن جهته حيدر بيضون الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي قال: الانتخابات تشكل خطوة إيجابية في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر فيها سورية، لكن الملاحظ اعتماد أغلبية المرشحين على مواقع التواصل الاجتماعي لتسويق إما برامج انتخابية أو بيانات انتخابية، وهو شيء جيد وجميل أن نصل إلى هذه المرحلة من التقدم في الطرح واستخدام التكنولوجيا في عملية تسويق لأهم ما يطلبه المواطن، والتواصل معه بشكل مباشر عبر هذه التطبيقات تمثل نقلة نوعية.
وفي رده على سؤالنا.. قال الصحفي الميداني حسام زيدان أنه “بالرغم من الضغوطات السياسية والاقتصادية ومعها استمرار الحرب العسكرية المفروضة على البلاد، إلا أن هناك إصرار على إجراء الاستحقاق الدستوري بالموعد المحدد، ضمن رسائل واضحة توجهها الدولة السورية للإقليم والمجتمع الدولي، أبرزها التعافي في الداخل السوري، وأن سورية دولة ذات سيادة يختار فيها الشعب السوري ممثليه في مجلس الشعب بكل شفافية، بعد محاولات الدول الشريكة في الحرب المفروضة على سورية، وضرب مفهوم المواطنة والوحدة الوطنية، ما يمنحها قوة إضافية بعد الانتصار على الإرهاب”.
بدورها قالت ريم النضال من القطاع الطبي أن “الانتخابات مهمة في هذه الأيام ليعرف الجميع كيف تسير الأوضاع في سورية من جميع النواحي، وخصوصاً أن أنظار العالم كله ستكون مسلطة علينا، وعلى جميع أطياف الشعب المشاركة لأن هذه المعركة هي معركة نصر سياسي سنستفيد منها لاحقا”.
إجراء الانتخابات البرلمانية في هذه المرحلة الحرجة التي تمر على سورية، يحمل عدة دلالات ورسائل، أهمها أن تحمل معها بارقة أمل للمواطن السوري، الذي عانى الكثير بسبب الحصار الاقتصادي المفروض عليه، وربما تحمل الحلول التي لازال ينتظرها، حيث يقع على عاتقه “اختيار صاحب البرنامج الانتخابي الأصح والأنسب الذي يلبي متطلبات المرحلة الصعبة الراهنة، ومواجهة المؤامرات التي تتعرض لها سورية، فهي مسؤولية كل من يشارك بالانتخابات ويجب العمل على التوعية بذلك”.