الحملات الانتخابية النمط الكلاسيكي الغالب واستخدام متواضع لوسائل التواصل الاجتماعي
على الرغم من كل الظروف التي نعيشها والحرب الارهابية والعسكرية والاقتصادية والسياسية المتواصلة منذ سنوات وتفشي وباء كورونا وما تم اتخاذه من إجراءات احترازية لمنع انتشاره، إلا أن هذا لم يكسر النمط التقليدي في طرح المرشحين لعضوية مجلس الشعب برامجهم الانتخابية ومشاريعهم للوصول إلى قبة البرلمان، من افتتاح خيمات انتخابية لاستقبال المناصرين، أو طريقتهم في الدعاية لحملاتهم الانتخابية عبر استخدام وسائل يعاد تكرارها في كل دورة مع بعض الإضافات المتعلقة بالشكل وليس المضمون، مع إهمال أو تغييب باقي الوسائل المتاحة بشكل غير مبرر للوصول إلى الناخبين كوسائل التواصل الاجتماعي مثلاً.
برامج مكررة
فالحديث عن البرامج الانتخابية التي من المفترض أن تكون جوهر أي حملة يقودها هذا المرشح أو ذاك، مازال حتى الآن غائباً عن ثقافة المرشحين، طبعاً لا يمكن أن نشمل جميع المرشحين على اعتبار وجود مرشحين مرتبطين بأحزاب أعلنوا عن برامجها عند إعلان قوائهم، ولكن السائد لدى أغلب المتنافسين من المستقلين أن يتم اختصار البرامج الانتخابية بعبارات مختصرة “كصوتك أمانة” و”الشباب همنا” وما إلى ذلك.. بحيث تكون هذه الكلمات مزينة للصور الإعلانية التي يتم نشرها قبل شهر أو أقل قبل موعد الانتخابات المنتظر في الشوارع، دون أن ننسى التجمعات الانتخابية والتي تكون في الخيام التي يفتتحها المرشحين لاستقبال مناصريهم.
اجتهادات فردية
في المقابل حاول بعض المرشحين ربما غير المقتدرين مادياً أو حتى الذين يحاولون تقديم أنفسهم بطريقة جديدة وهم قلة خلال بحثنا عن ذلك، الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي “الفيسبوك- واتس أب” مثلاً وطرح برامجهم الانتخابية وقد لاحظنا حالات مميزة سعى من خلالها المرشحون لكسر حقلة الهيمنة التي يقوم بها المرشحون المقتدون مادياً وعرض أفكارهم وبرنامجهم على حلقات متتالية عبر اليوتيوب، ولكن السؤال المُلح هل ينجح هذه التوجه في كسب ود الناخبين؟.
أما اللافت حتى الآن في الترويج للمرشحين كانت رسائل القصيرة “sms” التي ترسلها شركات الهاتف الخليوي، ولكن حتى هذه اللفتة الجديدة ربما غير مجدية لناحية أن هناك رسائل تصل للمشتركين في دمشق والرسالة تُعرف وتدعو إلى دعم مرشح بمناطق حلب أو اللاذقية.
عدم اكتراث
ولكن أخطر ما يتم حالياً في كل ما يجري هو التجمعات الانتخابية التي تجري بعيداً عن الإجراءات الاحترازية التي يتبنها الفريق الحكومي لمواجهة تفشي وباء كورونا المستجد، فالكثير من المرشحين ولاسيما أن ممن دخلوا في قوائم كبيرة فإنهم يقومون بجولات على الأحياء للقاء فعاليتها وهي تتم بعيداً عن الشروط الصحية وهذا ما قد يعرض الكثيرين من المشاركين للخطر الإصابة نتيجة التجمع غير المنضبط، حيث يرى الكثيرون أن الغاية يجب أن لا تبرر الوسيلة فحياة الناس أهم، وهناك طرق للتواصل أكثر فعالية من هذا الأسلوب المعتمد.
رأي الجمهور
والأهم في كل ما يتم خلال الحملات الانتخابية هو رأي الناخب كيف يرى هذه الحملات الدعائية للطامحين في دخول البرلمان، هل هم راضون عن هذا الأسلوب النمطي، وكيف ينظرون إلى استخدام التقنيات العصرية، والأهم كيف يرون الحملات في ظل كورونا؟.
يقول محمد ” خريج جامعي” أن ما يقوم به المرشحين مكرر وغير مقنع، داعياً إلى إيجاد وسائل أكثر جذبا ًللناخبين، فيما رأت ياسمين “موظفة” أنه بدلاً من البذخ الكثير على الحملات الدعائية للمرشحين المستقلين وفي ظل الظروف التي تعيشها البلاد عليهم أن يتقدموا بمبادرات اجتماعية تخفف من وطأة الظروف المعيشية التي نمر بها، بدوره قال أحمد ” أعمال حرة” أن الاستعراض هو الطاغي على حملات المرشحين دون أن يقدموا شيء للمواطن سوى أنهم قادمين إلى المجلس، أما ماري “مدرسة” فقالت إن المرشحين يجب أن يستفادوا أكثر من وسائل التواصل الاجتماعي في طرح أفكارهم وبرامجهم كون المجتمع بأكمله يتعامل بها
البعث ميديا || ميس خليل