من ننتخب؟!
ساعات قليلة باتت تفصلنا عن موعد انتخاب أعضاء مجلس الشعب عن الدور التشريعي الثالث، إلا أننا لا نزال نسمع عبارات من قبيل “مين بدنا نختار” أو “شو الفائدة”..
ورغم بعض الخيبات السابقة التي تعرّض لها الشعب من اختيار ممثليه في المجلس، إلا أن العقليات القديمة التي لا تزال هي السائدة لدى فئة واسعة لن تنفع في ظل ما نعيشه اليوم، ومع كل المطالب والتطلعات التي يصبو لها الناس من أعضاء المجلس، إلا أن تكرار الأخطاء ذاتها من قبل الناخبين ستؤدي بالنتيجة إلى سوء اختيار المرشحين ووصول من لا يحمل إلا همّه بالمنصب وميزاته..
مسؤولية اختيار المرشح الكفؤ، القادر على حمل رسالة المواطنين ونقل همومهم وحل مشاكلهم، تقع على عاتق الناخب الذي من واجبه إيصال من يمثله بحق، إذا ما أراد أنا يحدث تغييراً كي لا يكون اللاحقون كالسابقين، وتتحول الأقوال إلى أفعال تخدم مصلحته، فالقناعات المترسخة بأن لاشيء سيتغير أو أن الأسماء موضوعة مسبقاً والمشاركة لن تنفع هي ما تبقينا نراوح في مكاننا، بل ونتراجع أكثر بدلا من التقدّم، ولذا لا بد من المشاركة الفعليّة، وليس المشاركة لمجرد زيادة العدد، حيث إن ذلك يؤثر سلباً على المستقبل للسنوات المقبلة…
نحن نعيش اليوم ظروفا استثنائية تُفرَض على بلادنا، وتُمارَس بحق شعبنا الكثير من الإجراءات غير الشرعية، ولمواجهة ذلك ما علينا إلا اتخاذ خطوة واعية ومسؤولة لإيصال من هو قادر حقاً على النهوض بالواقع وتغييره نحو الأفضل.
رغد خضور