“معرض ياسمين وجوري” من وحي المدينة الخالدة دمشق
بائع العرقسوس المتجول في أرجاء دمشق حاملاً أدواته النحاسية لاسيما في رمضان كان حاضراً بمعرض خطوة رقم 4 بعنوان” ياسمين وجوري” بإشراف الفنان أسامة دياب في المركز الثقافي العربي –أبو رمانة-
ويؤكد المعرض تقدمه بخطوة متميزة ومتطورة عن المعارض السابقة إذ بُني على الوحدة الواحدة المتكاملة القائمة على موضوع واحد بتجسيد ملامح وزوايا وسمات من المدينة الخالدة دمشق، فالتزمت المشاركات الأكاديميات والمتدربات بهذا المحور فعبّرن بأعمالهن عن كل ما يمت بصلة إلى دمشق، وبذلك حمل المعرض بصمة خاصة ميزته عن المعارض الجماعية المعتمدة القائمة على تنوع التقنيات ومضامين الموضوعات.
وتبدو جمالية المعرض بالتنوع البصري بالأسلوب الواقعي والانطباعي والتقنيات البسيطة المتقاربة، فتنوعت اللوحات التي جسدت مقاطع طولية من الحارة الدمشقية القديمة وأزقتها وأقواسها وبيوتاتها كما رسمت سميرة قادري، إلى فناء البيت الدمشقي والبحرة وما يحيط بها من حجارة ملونة ونباتات في لوحة فدوى شميص.
وشغل الباب الخشبي حيزاً من المعرض بلوحات عدة تقاطعت من حيث الخصوصية الهندسية والشكل العام مع اختلاف الزخرفيات والتقطيعات والتعتيق اللوني المختلف من منزل إلى آخر وفق الاختلافات الاجتماعية والمادية ووفق تباين الأذواق.
وقد تكامل الباب مع رومانسية النافذة الخشبية التي ارتأت تجسيدها منال أوراي معتمدة جزءاً من كل وفق تقنية التقطيع.
والأمر اللافت بتجمع حمائم دمشق برمزية إلى دمشق.
وفي المعرض اتكاء على التاريخ بتجسيد أحد أبواب دمشق الشهيرة باب شرقي بريشة وألوان رغد أتاسي، ويبقى تمثال صلاح الدين الأيوبي بالمقاربة اللونية أحد المعالم الأساسية بدمشق نقلتها راوية النابلسي بإحساسها، وأفردت لوحات لأجزاء الجامع الأموي، واستحوذت لوحة خلود أبو السعود عن محطة الحجاز على إعجاب الزائرين.
وتبقى دمشق مدينة التراث والجمال والفن الذي لايندثر بلوحات المولوية.
وركزت بعض اللوحات على جانب الإضاءة الليلية بإظهار المدينة الشاملة ككل وتخصصت بعض اللوحات بثنايا تخص دمشق مثل الورود.
وارتأى الفنان أسامة دياب استضافة بعض الفنانات والفنانين تشجيعاً للمشاركات كان أقربها إلى الموضوع لوحات المصور عبد الفتاح الحلبي باللوحات المصغرة عن معالم دمشق القديمة وتغييرات الإضاءة والتداخل الفني مع الصورة أحياناً.
وشدّت تقنية الكولاج الزائرين بلوحات الضيفين ضحى الخطيب وعبد المجيد نوفل بإيحاءات من روح دمشق، وكما ذكر الفنان المشرف أسامة دياب يوصل المعرض رسالة بأن دمشق ستبقى بالذاكرة، ونستحضر ما قاله نزار قباني:
” ولا أستطيع أن أتذكرها، دون أن تحط على جدار ذاكرتي ألف حمامة..وتطير ألف حمامة”
افتتح المعرض مدير ثقافة دمشق الأستاذ وسيم المبيض والسيدة رباب أحمد
ملده شويكاني