هكذا تفوق متميزوا التعليم الأساسي رغم كل الظروف
البعث ميديا || ليندا تلي:
“بقدر الجد تكتسب المعالي”، انتهى العام الدراسي وصدرت نتائج التعليم الأساسي وكان التفوق من نصيب ثمانية وخمسين طالبة وطالبا على مستوى القطر، كلّ كان له أسلوبه وكلّ كان له طريقته ولكنَّ قاسما مشتركا واحدا جمعهم هو الإصرار والإرادة القوية.
ولأن تفوّق هذا العام كان له طابعٌ خاص بسبب ما فرضته جائحة كورونا لتتبعها الظروف الاقتصادية، “البعث ميديا” سلط الضوء على باقة ممن حصلوا على العلامة التامة والذين تحدثوا عن الطرق والأساليب التي اتبعوها للوصول إلى ماهم عليه الآن.
يقول المتفوق حيدر أحمد سلامة: بدأت بتسجيل دورات صيفية للتعرّف على فحوى المنهاج الجديد، وكان الفضل الكبير للكادر التدريسي الذي كان متعاونا ومتفانيا، ناهيك عن النصائح والمتابعة الدؤوبة التي كان والداي حريصين على تقديمها بلا كلل، وعن أمنيته في المستقبل، يقول أحمد أتمنى الانتساب للمركز الوطني للمتميزين ومتابعة دراستي لاختص بالميتاكرونيكس هندسة الروبوت.
بدورها المتفوقة آلاء عهد الحامضة تقول: ما وصلت إليه لم يكن نتيجة جهود سنة أو فترة قصيرة بل هو تراكم جهود سنين طويلة من الجد والاجتهاد ومتابعة الأهل والكادر التدريسي وتشجيعهم الدائم، وعن فترة الانقطاع التي فرضتها جائحة كورونا حدثتنا آلاء: في بداية الأمر انتابني الخوف والقلق من الآتي ولكن قررت استغلال العطلة بالشكل المناسب فنظمت وقتي ووضعت برنامج دراسي بسيط لأنني كنت قد أتممت قراءة المنهاج خلال فترة الدوام المدرسي، وأنهيت المنهاج قرابة المرتين وكثفت دراستي خلال الأسابيع الثلاثة التي سبقت الامتحان، وتتمنى آلاء الحصول على العلامة التامة بالشهادة الثانوية ودخول الفرع الذي تحبه والتفوق في جميع مجالات الحياة.
أما آية علي صالح قالت: منذ بداية العام كنت مصممة على الظفر بالعلامة التامة وكان هذا عبر المواظبة والتنظيم والمتابعة اليومية مع المدرسين الذين أغنوني عن الدروس الخصوصية، والفضل الكبير كان لأهلي بتقديم الدعم النفسي باعتبارهم قدوتي في الحياة، كما استثمرت العطلة ونظمت أفكاري أكثر وأنهيت المنهاج أكثر من مرة، ورغم أن ساعات دراستي قليلة خلال فترة النهار فقط، لكن تركيزي فيها كان دقيقا وكافيا وكنت اتواصل عبر الانترنت مع المدرسين الذين أدوا واجبهم بكل رحابة صدر. وختمت آية حديثها بتوجيه رسالة لكل طالب وطالبة بأن نيل العلامة التامة ليس بالأمر المستحيل ابدا وذلك عبر الجد والتركيز والمتابعة المستمرة.
في تجربة مختلفة في ظل انفصال الوالدين تقول مارية أحمد الونوس: منذ الصف الأول وأنا أهتم بدراستي برغبة مني، ودائما كنت في المركز الأول، وهذا يعود لاهتمامي الذاتي واهتمام والدتي ومتابعتها الدؤوبة لي، وأكتفيت بأساتذة المدرسة الذين ما بخلوا بتقديم كل ما نحتاجه من معلومات وشروحات وهذا أغناني عن الدروس الخصوصية، وتضيف مارية بأنه حين تضع هدفا أمام نصب عينيك تزيد الرغبة لديك بتحصيله، فتنظيم الوقت ومتابعة كل درس بدرسه عامل مساعد ويسهل المهمة بالتفوق، وعن رأيها بالعدد الكبير الذي حصّل العلامة التامة تجيب بأن هذا ليس بالغريب لأن المنهاج كان مطورا ومدروسا ومريحا للدراسة، وعن فترة العطلة التي سبقت الامتحان تقول استثمرت فترة العطلة جيدا وكان لقرارات التربية بحذف كل مالم يؤخذ خلال المدرسة بالامتحان دورا ايجابيا في الراحة النفسية، وتختتم حديثها متمنية الحصول على العلامة التامة في الثانوية ومن ثم دخول كلية الطب لتصبح كوالدتها طبيبة باعتبارها مثلها وقدوتها العليا.
النتيجة التي حصّلتها لم تكن صعبة بل هي شيء بسيط، وأي طالب يتابع ويجتهد بإمكانه تحصيل العلامة التامة هكذا بدأت الطالبة المتميزة كنده محمود بعيتي حديثها، مضيفه: اعتمدت على المتابعة كل درس بدرسه من أول العام وكان لاهتمام المدرسين الفضل الكبير، أما فيما يخص فترة الحجر لا أنكر بأنه انتابني الخوف من المجهول ، فقررت تحضير الدروس التي لم يتسنّى لنا أخذها في المدرسة من باب الاستباق لحين انتهاء فترة الحظر، ليأتي قرار الوزارة بحذف الدروس التي لم تعطى في المدرسة، كنت ادرس باريحية تامة من خلال التنظيم بين الدراسة وفترة الاستراحة من مشاهدة تلفاز ورؤية الأصدقاء وأنهيت المنهاج بكل سهولة، وللتخلص من الخوف والقلق بدأت بحلّ أسئلة الدورات كاختبار لذاتي وللتأكد أكثر من المعلومات، وأشكر أهلي لمتابعتهم الدؤوبة وتوفير جو الدراسة وشحني معنوياتي حين يعتريني القلق والخوف، وعن الدروس الخصوصية تقول كنده لم اضطر لها ابدا، أما عن حلمها في المستقبل تقول سأختار الفرع الذي أحس فيه بأني سأكون بارعة وناجحة بغض النظر عن نوعه، وانصح الطلاب الراغبين بالتفوق التسلح بالثقة والمتابعة والمواظبة بشكل دائم.
ولم يتثن للبعث ميديا الحصول على رأي مختصي وزارة التربية: رغم أننا قمنا بإرسال مجموعة أسئلة واستفسارات إلى وزارة التربية لإغناء مادتنا حول نتائج التعليم الأساسي لهذا العام بالعموم، ورغم تواصلنا الدائم كل يوم لم نتلقّ رداً حتى تاريخ اعداد المادة.
رأي مختصين نفسيين
وحول تأثير جائحة كورونا على الطلاب والضغوط النفسية التي واجهوها قالت الداعمة النفسية في وكالة الغوث الدولية الأستاذة أمل قدور لـ”البعث ميديا” إن جائحة كورونا جاءت لتسبب ضغطا نفسيا إضافيا لطلاب الشهادة الاعدادية وذويهم ومعلميهم فمن جهة هي بداية مرحلة مراهقة يبدأ فيها النمو البدني والاجتماعي والعاطفي والنفسي والفكري، وتظهر بشكل جلي قلة أو زيادة الثقة بالذات والتي تنعكس بصورة مباشرة على التحصيل الدراسي للطالب مما يستوجب تقديم دعم اضافي له من قبل كل الأطراف.
ومن جهة أخرى تعتبر الشهادة الإعدادية مرحلة فاصلة نوعا ما بتحديد المستقبل (صناعي، تجاري،شريعة، فنون، عامة) وهنا يبدأ التوتر والخوف منذ بداية العام الدراسي ليصل إلى ذروته مع اقتراب موعد الامتحانات.
وأردفت قائلة: يختلف تعامل الطلاب وذويهم مع الضغوط باختلاف أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فالقسم الأول يتعامل معها بطريقة سلبية نتيجة عدم الثقة بالذات وعدم وجود أسرة أو مدرسة داعمة للطالب ما يعزز لديه الأفكار السلبية (ما راح انجح هي السنة، الأسئلة راح تجي صعبة،…) وغيرها من العبارات التي يرددها الطالب لنفسه، ومن ناحية يبدأ الأهل بالتهديد والوعيد (إذا ما نجحتي راح تبطلي وتقعدي بالبيت)، و المقارنه مع الأقارب أو الأخوة (بدك تجيب علامة أحسن من ابن عمك بشو هو أحسن منك، أنت غبي بحياتك ما راح تنجح) أو التمنين بالإنفاق أثناء الدراسة (أنا بعمرك كنت اشتغل وادرس، يلي صايرلك مو صاير لغيرك)، وهنا يبدأ شعور الطالب بالخوف أكثر إذا لم ينجح أو لم يتفوق ما يؤثر على التركيز لديه وحصوله على العلامات المطلوبة، كما للمدرسة دور في الضغوط من خلال العبارات التي يوجهها المعلمين للطلاب، كل هذه العبارات تعطي طاقة سلبية للطالب وتحمّل بعض الطلاب عبئا إضافيا إذا لم يستطع أن يحقق ما عليه تحقيقه فيلجأ البعض للقيام بسلوكيات سلبية أو التحجج بالمرض..
وهكذا نجد أنه في البعض يتعامل مع الضغوط باعتبارها محفّز للنجاح والتفوق وبأن هذه الضغوط موجودة بشكل طبيعي في الحياة وعلينا التأقلم معها والسعي لتحقيق ما يصبو إليه وهذه الشريحة يكون لديها أسرة ومدرسة داعمة تساعدها بتجاوز هذه الضغوط وتوليد طاقة إيجابية بشكل مستمر، من خلال (الاسترخاء، تعزيز الثقة بالذات، تنظيم الوقت، تمارين بسيطة، تفريغ التوتر عن طريق الرسم الموسيقا، الكتابة)، فالأفكار الإيجابية تساعد على تحسين التحصيل الدراسي والحصول على أفضل النتائج وهذا ما حدث في جائحة كورونا زيادة الضغوط التي ولدت منذ البداية شعور الخوف والتوتر من قبل الجميع لكن مع مرور الوقت بدأ الجميع بإعادة ترتيب وتنظيم الوقت وساعد قرار التربية بخصوص الدروس المطلوبة بالتخفيف من حالة الهلع التي كانت في البداية وساعد الطلاب بالحصول على علامات أعلى من السنوات السابقة.
https://www.facebook.com/baathnewsnetwork/posts/603309493681226?__tn__=-R