“أمريكان هيرالد تربيون” تفضح سياسة واشنطن تجاه سورية
في مقال نشرته صحيفة “أميركان هيرالد تريبيون” يفضح الكاتب، ريك ستيرلينغ، سياسة واشنطن وأنقرة العدوانية ضد سورية، حيث أشار إلى تورطهما بدعم الإرهاب فيها واحتلال أجزاء من أراضيها وسرقة ثروات الشعب السوري.
وبهذا الصدد أشار الكاتب إلى ازدواجية المعايير الأمريكية، التي تتبدى من تصريحات دونالد ترامب، مبينا أن الرئيس الأمريكي ينتقد أعمال الشغب والنهب في بورتلاند وكينوشا، في حين تقوم الولايات المتحدة وتركيا بسرقة ونهب سورية على نطاق أوسع، مع الإفلات من العقاب وبقليل من الدعاية الإعلامية.
ولفت الكاتب إلى أن النظام التركي اعتمد سياسة نهب البنية التحتية السورية منذ سنوات، مشيرا إلى أنه فكك نحو 300 مصنع صناعي ونقل الآلات والبضائع إلى تركيا من حلب، ناهيك عن استخدام قواته، التي تحتل مناطق في الجزيرة السورية، المياه كسلاح حرب، عبر قطعها المتكرر لمياه الشرب عن أكثر من مليون مدني في الحسكة وما حولها.
وأوضح أن لدى واشنطن قوات احتلال في شمال سورية، وتدعم ميليشيا “قسد” الانفصالية، في انتهاك فظ للسيادة السورية، منوها إلى أنه لتمويل مرتزقتها احتلت الولايات المتحدة حقول النفط السورية الرئيسية، ومن المحتمل أن ترامب يعتقد أن هذه خطوة جريئة عبر تمويل غزو سورية بالنفط السوري.
وتساءل الكاتب: “ماذا سيفكر الأمريكيون إذا غزت دولة أخرى الولايات المتحدة عبر المكسيك وأقامت قواعد في تكساس ورعت ميليشيا انفصالية ثم استولت على آبار النفط في تكساس لتمويلها، هذا مشابه لما تفعله الولايات المتحدة في سورية، بالإضافة إلى سرقة النفط السوري، تحاول الولايات المتحدة منع سورية من تطوير مصادر بديلة، وتفرض العقوبات ضدها، بمعاقبة أي فرد أو شركة أو دولة تستثمر سورية أو تساعدها في إعادة بناء البلد الذي دمرته الحرب وخاصة في قطاع النفط والغاز.
كذلك أكد الكاتب أن واشنطن تتعمد تقويض الاقتصاد السوري وإلحاق الضرر بالعملة الوطنية السورية، مشيرا إلى وجود تقارير تفيد بضغوط أمريكية على المزارعين السوريين لعدم بيع محاصيلهم من القمح لمؤسسات الدولة السورية، إضافة لتعمد واشنطن حرق محاصيل القمح في منطقة الجزيرة السورية.
في السياق، لفت الكاتب إلى استهزاء واشنطن والنظام التركي بالقانون الدولي وانتهاكهما ميثاق الأمم المتحدة، من خلال احتلالهما الأراضي السورية، حيث ذكر أن احتلال الأراضي السورية والاعتداء على سيادتها يتم في وضح النهار، لكن هذه ليست مجرد قضية قانونية بل إن وقف إمدادات المياه الصالحة للشرب وحرق حقول القمح لزيادة الجوع ينتهك أبسط مبادئ الحشمة والأخلاق.
كما شدد على أن مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية غالبا ما تتصف بنفاقها المطلق، جراء تراجع “سيادة القانون”، وقال: “في الواقع لا يوجد منتهك للقوانين أكبر من الولايات المتحدة نفسها”.