ترامب وكورونا.. مسرحية انتخابية أم جريمة؟
بدأ عام 2020 بالمفاجآت على كافة الأصعدة منها الكوارث والحرائق والحروب والمجاعات والشيء الأخطر كان الفيروس التاجي “كورونا”.
وكعادة تلك الأنواع من الفيروسات لم تسلم أي طبقة أو شريحة في المجتمع من بطشها حتى الرؤساء والمسؤولين واللاعبين والمشاهير, والآن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
حيث انتشر صباح يوم الجمعة خبر إصابة ترامب وزوجته بفيروس كورونا وخضوعهما للحجر الصحي.
وبالرغم من أن الفيروس قد يصيب أي شخص في أي مكان وأي زمان, إلا أن إصابة ترامب لم تمر مرور الكرام وخصوصاً لدى أصحاب “نظرية المؤامرة”.
فسرعان ما استخدم هذا الفريق بعض المقتطفات التنبؤية التي حملها عدد من المنجمين أو المسلسلات التلفزيونية التي أصابت في كثير من توقعاتها ولو كان محض صدفة!.
أولاً والأكثر شهرة: مسلسل “سيمبسون“.. أظهر مقطع من مسلسل “عائلة سيمبسون”، الذي تم تداوله مؤخراً على نطاق واسع، قدرةَ المسلسل المريبة على التنبؤ بالمستقبل.. وقد يبدو المقطع الذي أذيع في عام 1993، ضمن الحلقة الـ 21 من الموسم الرابع، بمثابة إشارة على فيروس كورونا المستجد.
كما توقع المسلسل موت ترامب بالفيروس, وتوجد عدة صور على منصات التواصل يقول البعض أنها مركبة على برامج وليست صور حقيقية.
ثانياً: بابا فانغا “العرّافة”.. العجوز البلغارية التي وصلت صحة توقعاتها لنسبة 85 %.
تنبأت بأن الرئيس الأمريكى قد يموت أيضًا بمرض غامض سيتركه أصمًا ولديه ورم في المخ، كما أنها كانت تنبأت أيضًا بأن حياة بوتين وترامب ستكون في خطر في 2020 وذلك حسب تقرير نشرته صحيفة “ميرور” البريطانية.
ثالثاً: المنجم البرازيلي شردبهن كانشلن.. حيث أثار كانشلن ضجة واسعة في عموم أميركا اللاتينية والعالم منذ عدة شهور بعد توقعه موت ترامب.
وأشار كانشلن إلى أنه ستكون جهة عالمية كبيرة وراء موت الرئيس الأميركي , فضلاً عن حدوث فوضى كبيرة في الولايات المتحدة مما يعطي الصين الفرصة الكبيرة للتربع على عرش العالم الاقتصادي.
وكثير من هذه الأشياء والتوقعات واقع موجود إن كان على مواقع التواصل أو حتى على بعض الوكالات الإخبارية “الموثوقة”, الإعلام الأمريكي مثلا شعر بالخوف من إصابة رأس البيت الأبيض بهذا الفيروس, لفرضه أنه شخص محمي جيداً ولديه كادر طبي وقائي حتى في أدق التفاصيل.
ومجمل القول أن ترامب الذي سخر كثيرا من انتشار المرض وترك ملايين الإصابات تنتشر في بلاده بحجة أن الفيروس مؤامرة صينية , أتاه اليوم الذي أُصيب فيه هو وزوجته به.
فهل إعلان إصابة ترامب بالفيروس مجرد استعطاف قبل انطلاق الانتخابات الرئاسية, أم أن ترامب رضخ فعليا لوجود هذا الفيروس بعد أن استهزأ كثيرا فيه.
أما فرضية المنجم البرازيلي فتُعيد للواجهة وجود فرضيات بأن شخصيات كبرى تتحكم بالعالم, فمن أوصل ترامب إلى سدّة الرئاسة في البيت الأبيض, هل أراد التخلص منه فعلاً, هل حُقن ترامب بالفيروس للتخلص منه أم أن الإصابة نجمت عن اختلاطه بمساعدته “هوب هيكس” مثله مثل أي إصابة نجمت عن الاختلاط؟.
وأخيراً جميع هذه الفرضيات تعج مواقع التواصل الاجتماعي بها, ونحن لا نبين أنها صحيحة أو ننكرها, ولكن الشيء الحقيقي هو أن ترامب مصاب بالفيروس وبغض النظر عن جميع الفرضيات فإن الأمر خطير للغاية.
البعث ميديا – مجد عمران