ملتقى البعث للحوار يناقش دور المثقف في المجتمع
“هل يستطيع المثقفون إطلاق مشروع مجتمعي نهضوي وبناء منظومة قيمية ومفاهيمية عصرية وحضارية؟”،
هو تساؤل حاول ملتقى البعث للحوار في السويداء الإجابة عنه عبر طرح مجموعة من التساؤلات الفرعية مهد بها الرفيق أنور الحسنية، رئيس مكتب الثقافة والإعلام الفرعي، خلال افتتاحه للملتقى الذي عقد تحت عنوان “المثقف والمجتمع”، متسائلا أين يجد المثقف نفسه اليوم بالنسبة للمجتمع وهل يعيش مثقفنا بين السوداويةوالسلبية وفي أحيان كثيرة يلجأ إلى الحياد السلبي وأين الموقف والدور النقدي لمثقفينا تجاه الظواهر السلبية في مجتمعنا.
وأضاف الرفيق الحسنية، طالما أن وطننا يمر بأزمة شاملة كبرى منذ سنين أين الدور الوطني للمثقف وماذا يبقى من المثقف إذا تحول إلى جهاز فيه معلومات كثيرة دون فعل ودون موقف ودون أثرمجتمعي؟
ضيف الملتقى د. عاطف البطرس، وفي معرض حديثه، أشار إلى أن الثقافة والحضارة فعل تراكمي ساهمت فيه كل شعوب العالم بنسب متفاوتة، وأن حرق المراحل والقفز فوق منجزات القرون السابقة بحجة عدم التكرار لا يبرر تجاوز تلك الانجازات، مؤكدا أن التفكير الرغبي في التقدم ليس كافيا لتحقيق الأحلام المشروعة في تخطي الراهن والتطلع للمستقبل فطرح الشعارات وتحديد الاهداف في غير وقتها المناسب لا يقل خطورة عن التأخر والمماطلة في طرحها.
وأكد الدكتور البطرس أنه يجب النظر للإمكانيات الفعلية والعملية إذا أردنا تخطي وتجاوز واقعنا المؤلم إلى واقع يدخلنا عتبات العصر، مؤكدا أن المثقفين يقومون بدور فعال ومميز في نشر المعرفة، فمهام المثقف تختلف باختلاف الشروط التي تنتج الثقافة وتحدد مهامها في الأوضاع والشروط الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المحددة والخاصة بكل بلد أو منطقة من المناطق في علاقة متبادلة مع مجمل المتغيرات على الساحة العالمية.
ونوه البطرس إلى أهمية التميز بين المثقف والمتعلم، فليس كل حامل معلومات مثقفا وليس كل متخصص في مجال المعلومات المعرفة الواسعة مثقفا، هو بهذا المعنى متعلم متخصص في مجال محدد، فالمثقف هو من يمتلك مجموعة متكاملة من المعارف تمكنه من إبداء الرأي في القضايا الاجتماعية والسياسية العامة بوصفه مواطنا يحمل معرفة وثقافة يضعها في خدمة مصالح الجماهير الواسعة.
المشاركون في الملتقى ركزوا في مداخلاتهم على العلاقة بين المثقف والسياسي وعدم الخلط بين المثقف والمفكر و ربط الثقافة بالسلوك، مشرين إلى دور المثقفين خلال الحرب العدوانية علينا والحلول التي قدمها المثقفون للمجتمع مؤكدين على الدور المطلوب من الجميع في بناء ثقافة منفتحة منتجة متحررة من كل اشكال الجهل والتخلف مبنية على العقلانية في التفكير وعلى مواكبة التطورات في كافة المجالات.
هذا وحضر الملتقى الرفاق فوزات شقير أمين الفرع وأعضاء قيادتي فرع الحزب والجبهة الوطنية التقدمية وعدد من أعضاء مجلس الشعب وأعضاء المكتب التنفيذي وقيادات الشعب والفرق الحزبية والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية وحشد من الفعاليات الفكرية والاجتماعية في المحافظة.
البعث ميديا || السويداء – رفعت الديك