هل ستستمر “ظاهرة ظلامنا” طويلا؟
“الشمس تغيب في إحدى مدن ألاسكا ولن تعود قبل 66 يوماً”، خبرٌ انتشر في الأيام الماضية على مواقع وصفحات عديدة، يتحدث عن الظاهرة التي تصيب المنطقة القطبية كل عام وتعرف بـ”الظلام القطبي”.. تعاطفٌ كبير مع أبناء تلك المنطقة الذين سيضطرون للعيش في الظلام بدون الشمس لأكثر من شهرين، رغم توفر الإنارة والتدفئة لديهم..
ما يحدث في ذاك الجزء من العالم يعد ظاهرة طبيعية تتكرر دائما في مثل هذا الوقت من العام، ولكن بمناطق جغرافية أخرى لايبدو أن للظواهر الشمسية يدٌ ببقاء سكانها في “العتمة” لأيام، وذلك الوضع مستمر منذ سنوات ولا يزال حتى الآن!!..
وضع الكهرباء عندنا بات معروفا للقاصي والداني، ولسنوات نسمع التبريرات ذاتها، فقدان توتر، نقص فيول، خلل بالمحطة وغيرها، من دون أي تقدم يلحظ، ناهيك عن الأعمال الإرهابية التي كانت تؤدي لانقطاع عام، ليس فقط لأيام، بل لشهور في بعض المناطق..
لا ننكر أن الظروف التي مررنا بها كان لها أثارها على الواقع الكهربائي، ولكن ذلك لا يمنع من وضع خطط تحول دون تفاقم هذه الأزمة، فكل من خرج للحديث عن ذلك كان يُوصّف الوضع لا أكثر دون طرح حلول أو حتى تحديد موعد زمني للتحسن، إلا أن ما ينتظره المواطن ليس تبادل التصريحات حول سبب التقصير وتحميل المسؤولية على الآخرين، بقدر أن يكون هناك تقدم في سبيل تغيير هذا الوضع وتطويره..
ترميم المحطات وقرب دخولها للخدمة ومعرفة استطاعتها التي سَتُخَدِم الشبكة من خلالها لا تكفي “لطمأنة” المواطنين، فهم يريدون لمس النتائج على أرض الواقع، وإظهار الخلافات على العلن ومن هو سبب المشكلة، أيضا ليس ضمن جدول أولوياتهم، فذلك ليس من شأنهم، إذ يكفيهم ما يعانوه في سبيل تأمين لقمة عيشهم، وما يهمهم هو شيء واقع أمامهم يرون فيه تحسن هذا الحال الذي ملّوا منه، وضاق صدرهم على إثره من كثرة العتمة التي تحيط به..
ما حصل خلال الأيام الماضية من مناوشات حول تحديد المسؤول عن أزمة الكهرباء يجعلنا نتساءل، إذا لم يكن هناك مصادر متعددة للطاقة وبقي الاعتماد على مصدر وحيد يعاني أساساً هو الأخر، فهل علينا أن نتحمل كل هذا الظلام من حولنا؟، وهل ستستمر “ظاهرة ظلامنا” طويلا؟؟.. الفرص متاحة والإمكانيات متوفرة ولا تحتاج إلا لمن يستغلها بالشكل الأمثل..
رغد خضور