أعلى درجات التكريم في نظر الرجل العظيم
من المعروف أن رئيس لجنة الدفاع الوطني في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية
كيم جونغ إيل(1942-2011) رجل عظيم يحظى باحترام جميع الناس في العالم لمآثره المنجزة وسمعته العالمية.
يدل على ذلك عدد كبير مما ناله من الأوسمة والميداليات وألقاب الشرف. حتى شهر كانون الثاني/ يناير عام 2018 منح أربعين وساما و143 ميدالية و218 لقب شرف من عشرات البلدان ومختلف المنظمات الدولية، فضلا عن عدد كبير من أوسمة وميداليات جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
ولكن ما اعتبره أقصى درجات تكريمية له لم يكن الأوسمة المعروفة في البلدان الأخرى ولا أعلى أوسمة جمهوريته.
قبل أكثر من عشرين سنة من الآن، تعرضت مدينة سينويزو الواقعة في شمال غربي كوريا لأضرار الفيضانات المفاجئة، فقد حرص على اتخاذ الإجراءات العاجلة لإنقاذ أرواح وممتلكات سكان المنطقة المتضررة. وبعد قليل، عني بإرسال كميات كبيرة من مواد الإغاثة لهم.
ومع ذلك كله، لم يكن مطمئن البال، فقد قابل الكادر الذي عاد بعد نقل مواد الإغاثة إلى سكان المنطقة المتضررة، واستفسر منه بالتفصيل عن حال تلك المنطقة، ومدى عناء سكانها. أخبره الكادر بأن سكان تلك المنطقة يشعرون بشدة السرور والامتنان بعد تسلم الحاجيات المعيشية، قائلين بالإجماع إنهم نجوا من الموت لإرسال قائدنا الطائرات لهم، وفضلا عن ذلك، أصبحوا لا يعرفون أي قلق أم هم لقيامه بتزويدهم بكل ما يلزم لمعيشتهم، وإننا نعيش واثقين بقائدنا وحده كالسماء.
بعد أن سمعه القائد، قال إن ضمير المتكلم في صيغة الجمع “لنا” كلام طيب جدا. طبعا، إن هذا الضمير سائر في لغات البلدان الأخرى، ولكن لن يكون ثمة بلد مثل بلادنا يقع فيه هذا الضمير على الآذان بنبرة عطوفة ولطيفة وحارة وعميقة المعنى.
يصف الكوريون، جريا على عادتهم، رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل بقائدنا، تعبيرا عن أكبر آيات احترامهم وشوقهم ومودتهم العارمة له.
وفي هذا اليوم، قال إنني كلما أسمع كلام “قائدنا”، أشعر بحب شعبنا الحار لي وثقته الكبيرة بي. كما أحس بالفخر والاعتزاز البالغ بكوني إبنا للشعب عند معاملة المشاعر الصادقة للشعب البسيط والنقي القلب الذي يتبعني دون تكليف، معتبرا أني فرد من أفراد أسرة واحدة، لا مجرد قائد.
كان أكبر مفاخره وعزاته هي صدق الشعب وإخلاصه، لا أي شرف له.
في ذلك اليوم، قال القائد للكادر إنه يعتبر صيغة النداء “قائدنا” كأعلى درجات تكريم الشعب له، وإنه سيخدم أبناء الشعب بإخلاص في المستقبل أيضا، دون المخالفة لتوقعات هؤلاء الذين يسمونه بقائدنا، ويتبعونه.
بذل القائد كيم جونغ إيل طول حياته للشعب، كما قال في ذلك اليوم. فقد توجه إلى أي قرية جبلية نائية أو جزيرة منعزلة، إذا كان الشعب يسكن فيها، ولم يذخر أي شيء من أجل الشعب. حقا إنه لم يتوقف عن مسيره للشعب ولو لحظة واحدة، معتبرا تسمية الشعب “بقائدنا” أكبر إكرام له. يكون ثمة في العالم كثير من القادة، لكن القائد كيم جونغ إيل هو وحده فارق الدنيا أثناء العمل في القطار السائر لإسداء توجيهاته الميدانية.