فيلم “جنين جنين”.. الكَشف عَن جرائم الاحتلال واجِب ولَيس جَريمَة
قضت المحاكم في كيان العدو الصهيوني قبل أيام بمنع عرض فيلم “جنين جنين” الذي يروي مأساة الفلسطينيين عند اقتحام جنود الاحتلال لمخيم جنين بمشاهد قريبة للواقع ومحاولة نقل الوحشية الحقيقية التي مورست حينها، والفيلم من إخراج الفلسطيني محمد بكري الذي يعيش داخل فلسطين المحتلة رغم أن عرض الفيلم تم أكثر من مرة ضمن الأراضي المحتلة في وقت سابق.
لكن في يوم الاثنين في 11/1/2021 تم منع العرض وصودرت كل النسخ مع غرامة تقدر بـ 43 ألف يورو بتهمة “التشهير بما يسمى الجيش الإسرائيلي”، بعد أن رفع أحد جنود الاحتلال القضية ممن تم تجسيد شخصيتهم ووحشيتهم، وانتشر الخبر على المواقع الالكترونية بشكل كبير وتكررت مصطلحات تدعم فكرة أن الكيان دولة مستقلة قائمة بذاتها لها محاكم ولها قوانين.
ورغم محاولات قادة جيش الاحتلال تبرئة انفسهم من دم الفلسطينيين عبر التذرع بأن حرية التعبير لا تسمح بحرية (ما سموه) “التحقير”، الا ان الواضح أن الفيلم ترك أثرا كبيراً في كشف جزء من جرائمهم ما دفعهم لدعم قرار محاكمهم بمنعه.
واستنكر الكثيرون هذا القرار على أنه تقييد لظهور الحقيقة وأصدر وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف بيان للرد على القرار قائلاً: “ما يقوم فيه الاحتلال الإسرائيلي من ملاحقاتٍ وتضييقٍ على الفنان بكري، يأتي في سياق محاربة الرواية الفلسطينية وحق شعبنا بالحرية والاستقلال من خلال منع عرض أعماله التي تكشف وجه الاحتلال وجرائمه ووحشية قمعه وطمس الرواية الفلسطينية وبث روايته المزيفة”.
وتوقعت الفنانة والمطربة أمل مرقص بأن الفيلم سيحظى بمشاهدات أكثر على أثر منع عرضه في البلاد بعد مرور عشرين عام تقريباً على إنتاجه، وأن القرار المجحف ضد الفيلم وضد الفنان محمد بكري سيثير اهتماماً اوسع بأعماله وبالفيلم هذا تحديداً، منوهة أن فضاء الميديا واسع ولم تتم إزالة الفيلم من المنصات الرقمية.
أما الفنان الفلسطيني سعيد سلامة وصف هذا الحكم بالجائر والغير عادل بحق الفنان محمد بكري الذي يملك بصمة خاصة على مستوى مسرحي سينمائي وتلفزيوني حسب قوله وأضاف قائلاً: “على ما يبدو أن هناك حرب ثقافية ما بين الفنان الفلسطيني في البلاد والمؤسسة الحاكمة، يريدون أن نرقص فقط على إيقاعاتهم وموسيقاهم، وكان ممكن أن تطلب المحكمة أن يتم اقتطاع هذا المقطع من الفيلم، ولكن ما حدث هو الحد من أعمال محمد بكري وأي فنان آخر يتجاوز حدود سياستهم”.
ويتابع الاحتلال أساليب الترهيب بشكل دائم حتى طالت الفنانين ويمعن في محاولاته المستمرة لحرمانهم من تجسيد قضايا المجتمع بمشاهد فنية لا تمت للسلاح بصلة، وفي كل مرة يثبت العدو نقاط ضعفه وخوفه من وحدة الشعب الفلسطيني وذكرياته، وتدخله العدواني بالأعمال الفنية هو محاولة للوصول للروح والتاريخ وتخويف كل فنان يحاول أن يسير عكس تياره.
وعقب الفنان محمد بكري على قرار المحكمة قائلا: “هذه هي سياسَة كَم الأفواه التي تَعلو على القانون والعَدْل وتَصدَح في أرجاء المَحاكم الزائفة بصَدى صَوت أشباه من القُضاة، فالكَشف عَن جرائم الاحتلال واجِب ولَيس جَريمَة”.
ويذكر بأن محمد بكري اختير كشخصية ثقافية لعام 2020، وهو ممثل ومخرج ومؤلف فلسطيني، سافر إلى عكا لاستكمال دراسته الثانوية، ودرس التمثيل والأدب ضمن الأراضي المحتلة عام 1973، واشترك في العديد من الأعمال الفنية في هولندا وبلجيكا وفرنسا وكندا، وشارك بالتمثيل والإخراج والتأليف والإنتاج في أكثر من 43 عمل.
البعث ميديا || ريم حسن