فاقد جديد لطلاب ريف دمشق.. والتربية تعد بملء الشواغر
مع كل الظروف الصحية الصعبة التي رافقت افتتاح العام الدراسي الحالي، وقبل ذلك الإغلاق المبكر للمدارس والفاقد التعليمي الذي نتج عنه، وجدت مشاكل أخرى لا علاقة لكورونا بها، فنقص المعلمين والمدرسين بالعديد من المدارس كان له آثاره الواضحة خلال الفصل الأول من هذا العام..
فاقد تعليمي إضافي خلفته هذه المشكلة، إذ أقبل الطلاب في بعض المدارس على امتحانات الفصل الأول دون حصولهم على المنهاج المخصص لهم في عدد من المواد، كالعلوم والفيزياء والمعلوماتية واللغات الأجنبية، وبسبب ذلك زاد اعتمادهم على الدروس الخصوصية، وذلك على حد قول زين، طالب في الصف التاسع، والذي بين أنه لولا مساعدة أستاذه الخاص لما تمكن من فهم المسائل التي تواجهه..
زين ليس طالب الشهادة الوحيد الذي عانى من نقص بعض مدرسيه، إذ وصل الأمر أيضاً إلى طلاب الثالث الثانوي، وبمواد أساسية، كالعلوم، وفي ذلك يقول أحمد، إن علم الأحياء مادة دقيقة جداً وعلينا أن نفهم تفاصيلها وإلا سنخسر علاماتنا، وهذا ما لا نرغب بحدوثه فنحن نبحث عن أجزاء العلامة حتى نسجل بالفرع الذي نرغب به..
“البعث ميديا” نقل شكوى طلاب ريف دمشق إلى مديرية التربية في المحافظة، وهناك لم يخف مدير التربية، الأستاذ ماهر فرج، وجود نقص في المدرسين، ونوه إلى أن الوزارة وجهت لإجراء جلسات تعويضية لتهيئة الطلاب لامتحانات الفصل الأول..
وعن أسباب هذه الظاهرة، أوضح فرج بأنه نتيجة ازدياد أعداد المدارس وإعادة تفعيل ما كان خارج الخدمة منها، وعودة الناس إلى قراهم وبلداتهم التي تحررت من الإرهاب، أصبح هناك حاجة لتغطية ورفد تلك المدارس بالكادر التعليمي، إضافة لحالات الهجرة والوفيات والاستقالات ونهاية الخدمة عند عدد من المدرسين، وكل ذلك أدى لنقص في الكوادر التعليمية..
ولسد تلك الشواغر، لفت فرج إلى أن المسابقات التي أجرتها وزارة التربية، وكان أخرها مسابقة العقود للفئة الأولي بكافة الاختصاصات، ساهمت إلى حد ما من معالجة المشكلة، وأشار إلى أن نصيب ريف دمشق منها كان حوالي 4500 معلم وكيل، و3700 متعاقد، والآن يتم إجراء أوراق الثبوتية للمتعاقدين بالدفعة الثانية.
ومن الإجراءات التي اتخذتها التربية تكليف إما وكلاء بشهادات تعليمية أو مكلفين باختصاصات متنوعة من خارج الملاك، ولكن في الحالة الأخيرة –من خارج الملاك- فإن المدرسين ليسوا ملزمين بالاستمرار بالعمل، لذا يترك أغلبهم المدرسة المكلفين فيها ربما لإكمال دراستهم الجامعية، أو لحصولهم على عمل في جهة عاملة أخرى، وفي هذه الحالات تعمل التربية على تأمين البديل.
لكن استمرار استبدال مدرس المادة ليس من مصلحة الطالب، فاختلاف طريقة التعليم وفترات الانقطاع الطويل عنها يسبب تراجع الطلاب وتململهم، وتوجههم نحو المعاهد الخاصة لتعويض النقص، وفقا لما عبر عنه بعض الطلاب الذين التقى بهم البعث ميديا، حيث بين عدد منهم أن الأستاذ الجديد لا يكمل في الغالب ما أعطاه سلفه ويتابع بطريقة مختلفة تماماً وعند الاعتياد عليه يترك المادة ويبقى مكانه شاغرا..
التربية، بحسب الأستاذ فرج، سعت جاهدة لتلافي هذه المشكلة وحلها، إلا أن بعض المدارس البعيدة لم يكن بالإمكان تأمين مدرسين لها، لذا تم تكليف الإداريين ممن لديهم اختصاصات لسد الحصص، وفي هذا السياق لفت فرج إلى أنه قبل بداية العام كان يوجد نقص بحوالي 8000 مدرس، لكن الإجراءات التي اتخذت قلصت هذا العدد إلى نحو 300، على حد قوله، مؤكدا أنه مع بداية الفصل الدراسي الثاني لن يبقى هناك أي شواغر في مدارس المحافظة..
الوزارة كانت قد وعدت بتعويض الفاقد من العام الفائت لكننا لم نلمس شيئا على أرض الواقع، فهل ستتمكن من سد الفراغ الجديد خلال النصف الثاني من العام الدراسي؟!
رغد خضور