لماذا يمكن وصف ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنها امتداد للولاية الثالثة للرئيس بارك أوباما؟
منذ بدء إعلان فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بنتائج الانتخابات الرئاسية السادسة والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية.
بدأت التكهنات تتكاثر حول طبيعة فريق إدارته, إلى أن بدأت الأسماء تتسرب لوسائل الإعلام, لتثبت إن كبار المسؤولين في إدارة بايدن وبنسبة تتراوح مابين 77إلى 80% مكونة من الفريق السابق للرئيس أوباما, حتى إن الرئيس بايدن كان جزء من تلك الإدارة.
وهو مادفع الصحافة الأمريكية لوصف ذلك بالقول: “مجموعة من خريجي إدارة الأسبق باراك أوباما تتولى إدارة بايدن”, معللة ذلك بمضامين حول تغيير محددات السياسية الخارجية الأمريكية, كما جاء في تقرير وكالة “أسوشيتيد برس” بداية العام الحالي:”أن بايدن شكل فريقا من خريجي إدارة أوباما كدليل على تحوله بعيدا عن سياسات إدارة سلفه دونالد ترامب والتي رفعت شعار (أمريكا أولا)، والعودة مجددا إلى المشاركة الأمريكية على النطاق العالمي”.
ومن أهم الأسماء التي تضمنها فريق بايدن وكان جزء من عمل إدارة سلفه أوباما, وتحتاج لموافقة الكونغرس بعد تنصيب الأول رئيساً سدساً وأربعين للبيت البيضاوي :
1.جيك سوليفان:
الذي سيشغل منصب مستشار الأمن القومي بعد تنصيب بايدن، شغل مناصب عليا في وزارة الخارجية الأميركية خلال عهد باراك أوباما، كمساعدٍ لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، وكان له دور أساسي في المفاوضات التي سبقت الاتفاق النووي عام 2015، لا سيما في فترة المحادثات الأميركية – الإيرانية التي استضافتها سلطنة عمان.
2.أنتوني بلينكن:
أنتوني بلينكن، الذي سيشغل منصب وزير الخارجية، بعد تنصيب الرئيس جو بايدن، شغل في عهد باراك أوباما، منصب نائب وزير خارجية الولايات المتحدة بين عامي 2015 و2017، وكان نائباً لمستشار الأمن القومي بين عامي 2013 و2015.
ويعتبر بلينكن من أكثر المؤيدين للاتفاق النووي، وهو الذي رافق مساره بشكل مباشر. وفي تصريحات أخيرة له، قال إن إدارة بايدن ستدخل الاتفاق من جديد كأساس لـ”مفاوضات المتابعة” مع إيران. كما أنه يؤيد تمديد معاهدة “ستارت الجديدة” مع روسيا.
بلينكن انتقد انسحاب الإدارة الأميركية السابقة من الاتفاق النووي مع إيران بشدة، وقال إنها “سياسة فشلت فشلاً ذريعاً، ولم تمنع إيران من تطوير برنامجها النووي، ولم تجلب إيران إلى طاولة المفاوضات، وعرضت حياة جنود أميركيين في سوريا والعراق للخطر، كما أدت إلى عزلة واشنطن عن شركائها المقربين في أوروبا”.
3.أفريل هاينز:
المرشحة لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية، بعد تنصيب بايدن، كأول إمرأة تشغل هذا المنصب، شغلت في عهد باراك أوباما منصب نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض بين عامي 2015 و 2017، وقبل ذلك شغلت منصب نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية بين عامي 2013 و2015.
بعد استشهاد الفريق قاسم سليماني وخلال جلسة استماع في الكونغرس في 14 كانون الثاني/يناير 2020، قالت هاينز إن “سياسة ترامب في الانسحاب من الاتفاق النووي لم تأتِ بنتيجة ضد إيران، وبدلاً من ذلك تدهور الوضع بشكل كبير، بسبب الانسحاب الأميركي”. ووفق هاينز، أدى “الابتعاد الأميركي عن خطة العمل الشاملة المشتركة وفرض عقوبات أميركية جديدة على إيران إلى إحداث شرخ بين الولايات المتحدة وحلفائها على المدى الطويل في أوروبا”.
4.ليندا توماس غرينفيلد:
المرشحة لشغل منصب سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، وهي دبلوماسية أميركية عملت كمساعدة في وزارة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية خلال عهد أوباما في الفترة من 2013 إلى 2017.
صحيفة “ذي هيل” الأميركية، قالت إنه إذا تم تأكيد تعيين غرينفيلد من قبل مجلس الشيوخ، فسيتم تكليفها بإعادة ترسيخ موقف الولايات المتحدة في الأمم المتحدة بعد 4 سنوات من انسحاب إدارة ترامب من المنظمة كجزء من السياسة الخارجية “أميركا أولاً”. ويشمل ذلك انسحاب ترامب، من الاتفاق النووي الإيراني، واتفاقية باريس للمناخ، ومنظمة الصحة العالمية.
5.جانيت يلين:
المرشحة لشغل منصب وزيرة الخزانة الأميركية، شغلت رئاسة الاحتياطي الفيدرالي في ولاية أوباما الثانية حتى انتهاء ولايتها عام 2018.
صحيفة “نيويورك تايمز” قالت إن يلين وبصفتها وزيرة الخزانة، “ستواجه تحدي إعادة التواصل مع حلفاء أميركا بعد ما شهده عهد ترامب من قطيعة نوعاً ما”. كما أنها ستكون على الأرجح الشخص الرئيسي في “المفاوضات مع الصين وسيكون لها تأثير في السياسة التجارية، إلى جانب تأثيرها في سياسة استخدام العقوبات الأميركية على دول مثل إيران وكوريا الشمالية”.
6.سوزان رايس:
والمرشحة لمنصب مستشارة السياسة الداخلية بالبيت الأبيض وهي التي شغلت منصب مستشارة الرئيس باراك أوباما للأمن القومي وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.
7.بات دينيس ماكدونو:
كبير موظفي البيت الأبيض في عهد أوباما، المرشح الآن لمنصب وزير شؤون المحاربين القدامى.
8 جون كيري :
مبعوثا رئاسيا لشؤون المناخ, وهو وزير خارجية أوباما بين عامي (2013 – 2017).
9. وزير الزراعة توم فيلساك الذي شغل نفس المنصب في إدارة أوباما.
أما النائبة عن ولاية أوهايو مارسيا فادج، فقد تم اختيارها لتكون وزيرة الإسكان في الإدارة الجديدة.وكاثرين تاي كبير المستشارين التجاريين في لجنة الطرق والوسائل بمجلس النواب، فتم اختيارها كممثل تجاري للولايات المتحدة، أيضا أليخاندرو مايوركاس لمنصب وزير الأمن الداخلي كأول أمريكي من أصول لاتينية لهذا المنصب.
ومن خلال هذه الأسماء نلاحظ أن، حكومة بايدن الناشئة، تمثل عودة إلى نهج أكثر تقليدية للحكم، يعتمد على صانعي السياسات المخضرمين ذوي الخبرة العميقة والعلاقات القوية في واشنطن والعواصم العالمية, ومن خلال هذه القائمة التي تضم العديد من النساء والأشخاص ذوي العرقيات والأصول المختلفة، يفي بايدن بوعد حملته لقيادة فريق يعكس التنوع في الولايات المتحدة, وهو ماكان في دائرة اهتمام ولايتي أوباما السابقتين….
فهل تكون إدارة بايدن امتداد لهما وتعود بعقارب الحياة أربع سنوات للخلف, أو إنها تنتهج سياسة مختلفة نتيجة المتغيرات والظروف الدولية, أم أنها تتجه للوقوع في المنتصف, مابين العودة للماضي وأرث ترامب الثقيل.
محمد نادر العمري