المشيمة وعلاقتها بحماية الجنين من فيروس كورونا
مع تزايد خطر انتشار فيروس كورونا بسلالات جديدة وجدت بعدة دول، تزداد المخاطر حول إصابة النساء الحوامل ونقل الفيروس للجنين.
وكشفت دراسة أمريكية عن وجود أجسام مضادة لفيروس كورونا المستجد، في مشيمة بعض من النساء اللاتي ثبتت إصابتهن أثناء الحمل بمرض “كوفيد- 19”.
ونشر فريق من الباحثين من مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، وكلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا، النتائج التي توصلوا إليها في ورقتهم المنشورة “الإثنين” في مجلة “الجمعية الطبية الأمريكية”، بعد فحص العديد من النساء الحوامل المصابات بـ”كوفيد – 19″، والمشيمة التي تمت ولادتها مع أطفالهن، وما يعكسه وجود الأجسام المضادة في المشيمة من توفير الأمهات الحوامل نوعا من الوقاية لأطفالهن.
ومع استمرار الوباء في إصابة ملايين الأشخاص حول العالم، سارع العلماء إلى فهم أفضل لما يفعله الفيروس بضحاياه، وكان أحد المجالات المثيرة للقلق هو النساء الحوامل، حيث أشارت بعض الأبحاث إلى أنهن أكثر عرضة للإصابة بأعراض خطيرة من عامة السكان، ولكن ما يثير القلق أيضاً هو ما يحدث لأطفالهن، أثناء الحمل وبعد الولادة.
وفحص الباحثون 1470 امرأة حاملا مصابات بفيروس كورونا المستجد، وبحث الفريق البحثي عن وجود للأجسام المضادة التي تنشأ كجزء من الاستجابة المناعية.
ووجدوا الأجسام المضادة للفيروس في 83 مشيمة، وتؤكد هذه النتيجة احتمال أن تكون الأجسام المضادة قد شقت طريقها إلى الأطفال، مما وفر لهم الحماية من الفيروس.
وتوصلوا إلى أن عدد الأجسام المضادة الموجودة في المشيمة يعكس درجة إصابة الأم ووقت إصابتها، وتم العثور على المزيد من الأجسام المضادة في المشيمة المرتبطة بالنساء المصابات بالعدوى في وقت مبكر من الحمل، ويبدو أنه لا يهم ما إذا كانت الأم قد ظهرت عليها الأعراض أم لا.
وأكد الباحثون أن الأجسام المضادة للجلوبيولين المناعي فقط كانت قادرة على شق طريقها إلى دم الحبل السري المشيمي، وأشاروا إلى أنه لم يتم اختبار أي من الأطفال في دراستهم إيجابياً لـ(كوفيد – 19)، وهي علامة جيدة، لكنها ليست كافية للادعاء بأن الأطفال لا يمكن أن يصابوا بالعدوى أثناء وجودهم في الرحم.
وعلق الدكتور خالد شحاتة، أستاذ الفيروسات بجامعة أسيوط (جنوب مصر)، على هذا الأمر قائلا إن نسبة نقل الأجسام المضادة التي أشارت إليها الدراسة ليست كبيرة، حيث حدثت في 83 حالة فقط، وهو ما يتسق مع دراسات كانت قد أشارت إلى حدوث نقل أقل من المتوقع للأجسام المضادة الوقائية ضد الفيروس عبر المشيمة من الأمهات المصابات لأطفالهن.
وقال: “رغم أن الحالات التي تم توثيق انتقال الفيروس فيها من الأم للجنين قليلة، فلا يزال من الأفضل تأجيل الحمل في هذه الفترة، كلما كان ذلك ممكنا”.