حميات سحرية ونتائج كارثية!!
سرعان ما نبني أحكامنا على الأشخاص من خلال مظهرهم الخارجي، ونصنفهم على هذا الأساس، وبناء على ذلك بات الحصول على الجسد المثالي هاجساً يسعى الكثيرون لتحقيقه، وللوصول إلى الصورة التي يحلمون بها، والتي تدعمها وسائل الإعلام برسائلها التي تبثها باستخدام العارضين والمشاهير والفنانين، يلجأ الكثيرون لحميات خاصة تساعدهم في ذلك، لكن معظمهم يقع في فخ الوصفات والخلطات الوهمية المنتشرة على المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي..
ريجيم خاطئ..
دنيا، طالبة جامعية، عانت من زيادة في الوزن، ذكرت لـ”البعث ميديا” أنها عملت جاهدة لإنقاص وزنها متبعة العديد من الوصفات والحميات لكن دون جدوى، وكل ذلك لم ينقص سوى من أموالها التي صرفتها على شراء المواد الخاصة بتلك الريجيمات السحرية.
أما علا، شابة في الثلاثينيات، فلم يجذبها سحر الخلطات على الفيس بل استمعت لنصائح صديقتها عن طريقتها الفعالة لإنقاص الوزن لكنها لم تستفد شيئا كذلك، بل حتى إنها أصيبت بوهن وضعف شديدين نتيجة اعتماد الدايت على نوع واحد من الأغذية..
رغم فوائد الريجيم وقدرته على التخلص من الشحوم والدهون الزائدة، إلا أن نتائجه تكون سلبية في حال كان عشوائيا، وفي هذا السياق تقول أخصائية التغذية لجين فطوم، في حديثها مع “البعث ميديا”، إن اتباع نظام غذائي عشوائي لخسارة الوزن لا يضمن نتيجة صحية للجسم، فضلا عن أنه يسبب التعب والإرهاق ونقص العناصر المغذية..
حيث أوضحت بأن طبيعة الأجسام تختلف باحتياجاتها من السعرات الحرارية تبعاً للطول والوزن والعمر، لذا يفضل استشارة أخصائي لنظام غذائي دقيق، أما تلك الوصفات الموجودة على الإنترنت فإن أغلبها عبارة عن دعايات وترويج لأشخاص ومنتجات معينة، وهي غير فعالة وغير صحية أيضاً..
حميات النوع الواحد..
انتشرت في الآونة الأخيرة أنظمة غذائية تعتمد على نوع واحد من الطعام، وأثارت جدلا واسعاً بين مؤيدين لها ومن يرى بأنها غير صحية، والأخصائية فطوم، عند سؤالنا لها عنها، فكانت من مؤيدي الاتجاه الثاني فيما يخص تلك الأنظمة الغذائية، فهي تفقد الجسم العناصر الغذائية من الفيتامينات والمعادن، والتي يجب أن يتزود بها عن طريق تناول أنواع مختلفة، على حد تعبيرها..
وأشارت إلى أن اتباع هذه الحميات يساعد في إنقاص الوزن من خلال ظاهرة تسمى (الإحساس بالتخمة حول نوع معين من الطعام)، وتعني أنه كلما تناول المرء كميات أكبر من صنف واحد قلّت قدرته على هضمه وتحمله لأي كميات إضافية منه، لكنها تساهم، في الوقت نفسه، بحدوث سوء تغذية لافتقارها للعديد من العناصر، فالفواكه والخضراوات مع الفيتامينات الغنية بها إلا أنها لا تحوي القدر الكافي من البروتينات والدهون التي يمكن أن تعوض عن تناول اللحوم، على سبيل المثال..
جراحة وأدوية..
كثيرا ما نسمع عن أشخاص كانت الجراحة هي الحل الوحيد بالنسبة لهم لإنقاص الوزن، ويكون ذلك عندما لاتجدي الأنظمة الغذائية والتمرينات الرياضية نفعاً أو عندما يكون الشخص مصابا بمشكلة صحية خطيرة، بحسب أخصائية التغذية..
فطوم شرحت بأن الجراحة خيار متاح في حال كان مؤشر كتلة الجسم (BMI) يبلغ 40 أو أكثر، ويدل ذلك على سمنة مفرطة، أو إذا كانت من الدرجة الثانية والمؤشر بين 35 – 39,9، غير أنها لوحدها لا تكفي إذ يجب أن تترافق مع نظام غذائي صحي وتغيير في نمط الحياة، ومراقبة الحالة المرضية بعد العملية، والأهم من ذلك ممارسة التمارين الرياضية لتجنب اكتساب الوزن من جديد..
ولأن العمليات الجراحية ليست حلا محبباً بالنسبة للجميع، يلجأ البعض لتناول أدوية معينة تساعد في إنقاص الوزن، ولكن أثارها التي تعود على الجسم سلبية، كما بينت فطوم، ولا ينصح بتناولها إلا في حالات وشروط خاصة، وبتوجيه من الطبيب المختص، مشددة على أنها وحدها لاتنفع دون وجود نظام غذائي صحي مرافق لها.
محذرة من تناول الأدوية التي تتحكم بالشهية، وذلك لتأثيرها السلبي والخطير على المخ، والذي قد يتسبب بأمراض نفسية واكتئاب..
المراهقة والدايت..
في محاولتها لنيل قبول صديقاتها والمحيطين بها، امتنعت رهف، طالبة مدرسة، عن الطعام، ظناً منها بأنها الطريقة الأنسب لإنقاص الوزن، الذي كان عائقا في حياتها وسبباً لتنمر الآخرين عليها، ونتيجة لذلك دخلت المشفى..
فترة المراهقة حساسة جدا، يكون الجسم خلالها بحاجة لسعرات حرارية أكبر لتأمين النمو السليم، لذا لا ينصح باتباع أي نوع من الريجيم في هذه الفترة، وفقا لأخصائية التغذية، خاصة تلك الحميات القاسية التي تسبب لهم ضعفاً بالجهاز المناعي وتساقط الشعر وكثرة الهالات السوداء، والعديد من الأمراض الناجمة عن نقص التغذية..
وتضيف فطوم، بأنه بالنسبة للمراهقين الذين يعانون من البدانة فعلاً، هم بحاجة لنظام غذائي صحي، بإشراف أخصائي، يؤمن لهم احتياجاتهم من السعرات الحرارية والمغذيات الضرورية، منوهة إلى أنه في هذه المرحلة العمرية يكفي توجيه الأفراد نحو الأكل الصحي دون حرمان وممارسة الرياضة.
نظام غذائي صحي..
الجسد النحيل لا يعتبر صحيا، والبدانة لا علاقة لها بالصحة، فكلٌ يعد حالة مرضية إذا زاد عن حدوده الطبيعية، وهنا تنصح أخصائية التغذية فطوم باتباع نظام غذائي صحي، إضافة للنشاط البدني الصحيح فكلاهما مكملان لبعض، وأيضا شرب كميات وفيرة من المياه والحصول على قسط جيد من النوم..
وأخيراً، التوجه للمختصين في حال الرغبة الحقيقية بإنقاص أو زيادة الوزن بطريقة صحية ومناسبة..
البعث ميديا || رغد خضور