الفرانكو أراب سقم يتفشى في أوصال اللغة العربية
تندمج في محادثات أصدقائك ضمن مربعات الدردشة على وسائل التواصل الاجتماعي فتفاجئ برسالة تعتقد أنها شيفرة وعليك التركيز والتمحيص لفكها مثلا: “ana 3njad t3bban r7 5les shegl o nam” لتكتشف أنها جملة عادية وبسيطة وهي “أنا عنجد تعبان رح خلص شغل ونام”..هذه الطريقة بالتواصل سميت الفرانكو أراب.
ابتداع لغة جديدة مختلفة عن لغات العالم إنجاز وفكرة مميزة لكن عندما يخترع فئة من الناس لغة بجمل انكليزية مقروءة بالعربية مع “رشة أرقام” هنا يستوقفنا الأمر فنسألهم لماذا لا تكتبون باللغة العربية الواضحة والمقروءة؟ ، فيبررون أنهم لم يحفظوا مواضع المفاتيح العربية، ولا يتقنون اللغة الإنكليزية بالتالي هي أسلوب من ليس له لغة.
الأستاذ محمد أستاذ في اللغة العربية عبر عن قلقه إزاء انتشار تلك الظاهرة خاصة أن هناك كلمات غريبة وكثيرة اقتحمت أحاديثنا اليومية وهذا يشكل خطر واضح على اللغة وتشويهها وإقصاءها عن الاستخدام، وأضاف: “انتشر الفرانكو أراب بسبب شركات تقنية قامت بالترويج وتسهيل التداول بها ومنها شركة مايكروسوفت التي أطلقت برنامج أسمته (مارين) يترجم الفرانكو ارب إلى اللغة العربية، كما قدم جوجل خدمة “جوجل تعريب” لترجمة هذه الأسلوب أيضا”.
نادين طالبة جامعية وصفت الحالة كنوع من الوجاهة الاجتماعية وابتعادنا عن الأغاني العربية بشكل كبير كنوع من التطور حسب تعبيرها.
أما كنان وهو طالب في الهندسة المعمارية وضح أن معظم المصطلحات التي يستخدمها في أدواته الجامعية لا تمت للغة العربية بصلة، فهناك مفردات لا يمكن استبدالها بالعربي بسبب عدم وجودها أساساً.
وللأسف انتشر عدد كبير من المدونات الشخصية والنصوص الأدبية والنثرية المكتوبة بطريقة الفرانكو اراب، و وأدى وجود كثير من أنظمة التشغيل والحواسيب ومتصفحات الشبكة التي لا تدعم استعمال اللغة العربية الحقيقية إلى اعتمادها من قبل الشباب خاصة.
ولم تحظ هذه الظاهرة بالاهتمام إلا في بعض المقالات العامة ولم تساهم بمعالجتها بحوث علمية جادة لتنتشر على الإعلام المرئي، فصارت بعض البرامج الترفيهية والدينية ذات الجمهور الشبابي تخط عناوينها وأسماء القائمين عليها بهذه الحروف.
وباعتبار اللغة العربية لغة أصيلة يتحدثها حوالي 467 مليون نسمة ولها تاريخ، وتحتل المركز السادس عالمياً بأهميتها من أصل 6000 لغة، فلها الحق أن تبقى صامدة وأن نوليها اهتماماً لا أن نستبدلها بلغة ولا أن نضيف إليها إبداعات مسيئة، فهي ليست دقة قديمة إنما جذور ذو حضور .