المؤتمر السوري – الروسي الثالث المشترك.. الاستمرار في إعادة الأمن والاستقرار
عقد في دمشق اليوم المؤتمر الصحفي السوري- الروسي الثالث المشترك حول ما قامت به الدولة السورية لجهة معالجة التبعات الناجمة عن الحرب الإرهابية التي تعرضت لها، وإعادة المهجرين وذلك خلال الربع الأول من العام 2021، بحضور كل من المهندس حسين مخلوف وزير الإدارة المحلية والبيئة، واللواء حسن علي سليمان مدير الإدارة السياسية، واللواء البحري كاربوف الكسندر فاديموفيتش نائب رئيس مركز المصالحة الروسي.
المؤتمر كان إحاطة بالانجازات التي تم تحقيقها منذ بداية العام حتى 24/3/2021، حيث قدم المهندس مخلوف عرضاً وافياً عن ما قدمته الدولة السورية لتهيئة الأجواء لعودة اللاجئين إلى سورية، وعودة المهجرين إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم المحررة، مركزاً على أن الدولة السورية تضع نصب أعينها تأمين فرص عمل للاجئين العائدين إلى وطنهم.
وعرض وزير الإدارة المحلية جهود الدولة السورية بتوجيه السيد الرئيس بشار الأسد لتأمين عودة كريمة للاجئين بعد انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب وعودة الأمن والأمان إلى أغلب المناطق من أجل عودة المهجرين إلى أماكن استقرارهم وإنهاء المعاناة التي يعيشونها في دول اللجوء.
وأكد أن الدولة السورية ماضية في تقديم كل الخدمات اللازمة التي تدعم عودة المهجرين واللاجئين إلى وطنهم رغم الإجراءات القسرية أحادية الجانب ولا سيما ما يسمى “قانون قيصر” ومنع وصول الأدوية والأجهزة الطبية في ظل جائحة كوفيد19 واستمرار انتهاكات وجرائم الاحتلالين التركي والأمريكي إضافة للاعتداءات الإسرائيلية.
وأوضح أن الدولة السورية بادرت إلى تنظيم العمل لتخديم المواطنين السوريين بمختلف المجالات وفي كل المراحل لتمكينهم من الصمود وتسريع عودة المهجرين واللاجئين من خلال التركيز على إعادة إعمار البنية التحتية وتنفيذ العمليات الإنسانية وتقديم المساعدة الطبية للسكان وإزالة الألغام إضافة إلى تقديم المساعدات للمهجرين وإعادة الخدمات الأساسية للمناطق التي يحررها الجيش العربي السوري من الإرهاب.
وأشار إلى جملة مراسيم العفو السابقة والتي بلغ عددها 20 مرسوماً ومراسيم السماح بتأسيس مصارف التمويل الأصغر وإعفاء القروض الطلابية من كل الرسوم والطوابع والتي تسهم جميعها في تأمين بيئة مستقرة ومحفزة على العلم والدراسة وعلى تأمين الاستقرار والتنمية وتشجع على عودة اللاجئين وتحفزهم على إقامة مستدامة في وطنهم ومنازلهم.
ولفت إلى أنه تمت إعادة نحو 750 منشأة للعمل ويوجد 15 أخرى صناعية قيد الترميم ويجري العمل حالياً على إعادة تشغيل 700 منشأة حرفية ليصبح إجمالي عدد المناطق الصناعية والحرفية المحدثة في جميع المحافظات 158 منطقة مبيناً أن العدد الكلي للمقاسم في المناطق الصناعية والحرفية بلغ 59937 مقسماً ما يؤمن أكثر من 30 ألف فرصة عمل.
وفي مجال التعويض على المتضررين في منازلهم جراء الاعتداءات الإرهابية وتيسير عودتهم إلى منازلهم بين الوزير مخلوف أنه تمت إعادة تقييم المخططات التنظيمية لفتح نوافذ استثمارية وخدمية وتنموية على مستوى كل وحدة إدارية محفزة لإعادة بناء المساكن المتضررة إضافة إلى تنفيذ مشروعات خدمية وتأهيل طرق وخطوط صرف صحي وتأهيل حدائق لتعزيز وتحسين الواقع البيئي حيث وصل عدد المشروعات في الربع الأول من هذا العام إلى 500 مشروع مع الموافقة على منح المنشآت إذناً بمزاولة نشاطها بهدف تحفيز العمل في المشاريع والحرف والورشات الصغيرة ضمن بيئة مستقرة من الناحية الإدارية والقانونية وتوفير آلاف فرص العمل.
ثم قدم اللواء مدير الإدارة السياسية عرضاً مفصلاً عن انجازات الجيش العربي السوري خلال الربع الأول من هذا العام، مؤكداً أن خروقات التنظيمات الإرهابية الموالية لقوات الاحتلال التركي باتجاه أرياف إدلب واللاذقية وحلب وحماة تعرقل المساعي والجهود السورية الروسية لإخراج المدنيين الموجودين في مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية في إدلب، محذراً من استمرار الاحتلال التركي في نهجه الرامي إلى تغيير البنية الديموغرافية للمناطق التي يحتلها وتهجير سكانها وتوطين الإرهابيين مكانهم.
ولفت اللواء سليمان إلى مواصلة قوات الاحتلال الأمريكي إدخال قوافل الأسلحة والإمدادات اللوجستية إلى قواعدها اللا شرعية في الأراضي السورية إمعاناً في ترسيخ وجودها المحتل ودعم الميليشيات الانفصالية في نهب النفط والثروات السورية. كما يواصل الاحتلال الأمريكي نقل إرهابيي “داعش” وإعادة تجميعهم وتدريبهم وتسليحهم بغية شن اعتداءات جديدة على المدنيين الآمنين ونقاط الجيش العربي السوري في البادية السورية ما يعرقل الجهود السورية الروسية لترسيخ الأمن والاستقرار في تلك المناطق والقضاء على ما تبقى من فلول تلك التنظيمات.
وجدد سليمان التأكيد على أن قواتنا المسلحة الباسلة تواصل بلا هوادة حربها على الإرهاب بالتعاون مع الأصدقاء الروس لترسيخ الأمن والاستقرار في جميع المناطق وتخليصها من الإرهاب وإعادة الحياة الطبيعية إليها تمهيداً لإعادة الإعمار والنهوض من جديد بسورية واستعادة مكانتها الحضارية والإنسانية.
واختتم نائب رئيس مركز المصالحة الروسي بالتركيز على مواصلة العمل بشكل نشط لإعادة المهجرين السوريين إلى أماكن إقامتهم الدائمة، مشيراً إلى عودة “2230909” مواطنين سوريين إلى أماكن إقامتهم الدائمة حتى الآن.
وأشار إلى أن مركز التنسيق الروسي نفذ خلال العام الجاري 100 عملية توزيع للمساعدات الإنسانية تضمنت أكثر من 30 ألف حصة بالتوازي مع مواصلة جهوده لنزع الألغام في مختلف المناطق، مضيفاً إن المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية تشهد نشاطاً كبيراً لإعادة الحياة إلى طبيعتها في الوقت الذي تشهد فيه منطقة خفض التصعيد في إدلب ظروفاً سيئة تمهد لكارثة إنسانية بسبب تزايد أعمال العنف من قبل العصابات الإرهابية بحق المدنيين، داعياً إلى فتح المعابر الإنسانية لتمكين الراغبين بالخروج من مناطق سيطرة المسلحين من العبور إلى المناطق الآمنة المحررة.
وأكد اللواء الروسي على مواصلة روسيا مبادراتها لفتح مراكز العبور بالتنسيق مع الدولة السورية، مطالباً النظام التركي بسحب التنظيمات الإرهابية الموالية له من مراكز العبور.