تخفيض أسعار “ودي”!!
إنها ليست بورصة ولا أسعار صرف يترقبها الناس.. الأنظار متجهة نحو أسواق المواد الغذائية والسلع لمعرفة نتائج جلسة “الطلب” التي تقوم بها غرفة تجارة دمشق لتخفيض الأسعار بعد أن قفزت بشكل جنوني وتخطت حواجز تحمل المواطنين..
المبادرة التي أعلنت عنها غرفة تجارة دمشق، والتي ستجول خلالها في الأسواق وتطلب من التجار تخفيض أسعارهم “ودياَ”، وفقا لرئيس لجنة التصدير في الغرفة، فايز قسومة، هي هدية للمواطن الذي يعاني الأمرّين من ارتفاع الأسعار، على حد قوله، ولكن “أسمعت لو ناديت حياً” فالسنوات الأخيرة شهدت مطالب عديدة لتخفيض الأسعار رأفة بالمواطنين إلا أنها لم تكن تلق أذاناً لدى التجار، بل إن تسعيرة المواد كانت ترتفع أكثر فأكثر..
الفترة الماضية شهدت تطورات عديدة على صعيد تحسن سعر الصرف، دون أي تغيير يذكر على أسعار المواد الغذائية والسلع المختلفة والتي ازدادت بشكل غير معقول، وهذه المرة لا يوجد ما يبرر للتجار فعلتهم، فالحُجة التي اعتدنا على سماعها مع كل موجة غلاء، من ارتفاع الدولار وفرق السعر وعمليات الشراء بالأسعار المرتفعة، لم تكن موجودة هذه المرة..
وبحسب ما تابعناه في الأسواق فإن أغلب المحلات أُغلقت خلال الفترة الماضية، ولم تدخل إليها أي بضائع جديدة حتى قبل ذلك بفترة، باستثناء بعض المواد الأساسية، والتي هي موجودة أساساً في المستودعات المغذية لها، وكل ما في الأمر هو جشع التجار وانعدام الضمير لدى معظمهم، حتى باتوا غير قادرين على الرضا بهامش ربح قليلة طامعين بالمزيد في كل مرة، مستغلين حاجات الناس لأبسط مقومات الحياة، المأكل والمشرب..
الود لا يجد نفعاً مع تاجر شره، وضبط الأسواق يحتاج لإجراءات مشددة من قبل الجهات المعنية كافة، كما حصل مع سعر الصرف، والتعليمات يجب أن تكون ملزمة للتجار بتخفيض أسعارهم، إضافة لمعاقبة كل من يحتكر سلعة ويبيعها بسعر مرتفع، فالناس بحاجة لتلمس تغييراً حقيقياً على أرض الواقع وليس مجرد كلام وطلبات، خاصة مع قرب شهر رمضان، والذي يشهد عادة ارتفاعاً بالأسعار، حتى لا يكون المواطن أمام غلاءٍ فوق غلاء..
رغد خضور