بيان قيادة الحزب في ذكرى شهداء السادس من أيار.. تقاليد التضحية والفداء تتعزز مع الأجيال
لتطمئن أرواح شهداء السادس من أيار 1916، فالتضحية بالنفس والشهادة التي كانوا رمزاً لها في تلك الفترة هي سمة لازمة من سمات الشعب العربي السوري الأبي . سمة تتعزز في كل مرحلة من المراحل دفاعاً عن راية الاستقلال والعروبة التي رفعها أبطال السادس من أيار في وجه المحتل العثماني , وبعدهم رفعها أبطال ميسلون والجلاء في وجه المحتل الفرنسي ..
واليوم تستمر أجيالنا المعاصرة في حماية الراية نفسها والدفاع عنها وسط هجمة مركبة غير مسبوقة في شدتها وتنوع مضامينها الإرهابية والتدميرية والاقتصادية والإعلامية . فأجيال الشعب العربي السوري تتمسك بالتقاليد التاريخية المعروفة لآبائهم وأجدادهم , تقاليد الشهادة دفاعاً عن الوطن والكرامة .
لقد ضحيتم بأرواحكم , يا شهداء أيار , في مواجهة العثمانية القديمة , واليوم أحفادكم وأبناء أحفادكم يواجهون العثمانية الجديدة ومعها جيوش أعتى دول العالم وأقدرها على العدوان متحالفة مع المرتزقة الإرهابيين والتكفيريين العملاء والصهيونية وحلف الناتو وشرور الأرض كلها مجتمعة .
أن شهداءنا الأبرار اليوم يكملون مسيرة الشهادة التي هي سمة من سمات هذا الشعب الأبي , ليس هذا فحسب , وإنما يعززونها ويثبتونها في النفوس لأن الهجمة الحالية على سورية لا مثيل لشراستها وإمكاناتها التدميرية في التاريخ ..
إن يوم الشهداء ليس مناسبة عادية , خاصة ونحن نتصدى لأعداء مجتمعين دفعة واحدة , إنه مناسبة لكي نغرس في ثقافة أجيالنا الشابة تقاليد شعبهم وسماته العظيمة . وما التذكير بالسادس من أيار إلا تأكيد على هذه التقاليد وتعزيز للاستمرار في التوجه نحو المستقبل.
وتكتسب هذه المناسبة أهمية خاصة هذا العام إذ أننا أمام استحقاق دستوري مهم لانتخاب رئيس للجمهورية بما يعزز عملية البناء الدستوري والديمقراطي , وهي عملية تتكامل مع التصدي للإرهاب والاحتلال بجميع أشكاله .
إن حزب البعث العربي الاشتراكي الذي هو جزء من هذا الشعب العظيم وشارك أعضاؤه في التضحيات والشهادة يتقدم بهذه المناسبة بأسمى آيات التقدير لأرواح شهداء 6 أيار , ولشهداء معارك الاستقلال والعروبة والبناء كلها . وبمثل هذه المعاني نتقدم إلى أبطال جيشنا العربي السوري وأرواح شهدائه . ويؤكد الحزب أن أبناء الوطن على عهد التضحية والفداء مستمرون , لتبقى راية سورية والعروبة مرتفعة خلف قيادة أمينه العام القائد العروبي الكبير بشار الأسد.