بيان قيادة الحزب حول بطولات شعبنا في بيت المقدس وفلسطين
لا يمكن لأحد أن يجادل في أن الشعب الذي يدافع عن وطنه بأطفاله ونسائه، شبابه وشيوخه، لابد من أن ينتصر في النهاية مهما كان العدو متمكناً من أدوات القمع والإرهاب. هذه الحقيقة يثبتها أبناء شعبنا العربي الفلسطيني هذه الأيام في القدس. إن قضية القدس تختزل كل القضايا على مستوى فلسطين والوطن العربي والمنطقة والعالم . وهذه هي واحدة من أهم معجزات هذه المدينة الرمز..
في القدس تتركز كل المسائل والقضايا، فهناك أكثر أنواع العدوان تمركزاً وتوحشاً، هناك الصهيونية وحلفاؤها، إرهاب الدولة وإرهاب قطعان المستوطنين الصهاينة، التنكيل بالمدنيين بمن فيهم الشيوخ والنساء والأطفال… وبالمقابل هناك تصدي شعبي قل مثيله يؤكد المعدن العربي الأصيل الذي يحاول المطبعون والتابعون لأمريكا إخفاءه.. هناك شعب يواجه بصدره العاري أعتى وسائل الوحشية والإرهاب . وصدر هذا الشعب يخفي خلفه قلباً نابضاً وثقة مطلقة بالنصر…
إن المقاومة تظهر اليوم في أبهى صورها في ساحات القدس وشوارعها. وهي مقاومة تتكامل مع التصدي الذي أدهش العالم لسورية، شعباً وجيشاً وقائداً . والجميع يدرك اليوم أن الثمن المطلوب من سورية كان التخلي عن قضية فلسطين، لكن سورية تعلم تماماً أن جوهر كيانها الوطني والقومي مرتبط بالقضية الفلسطينية التي هي قضية العرب المركزية مهما حاول البعض التنصل منها..
اليوم تختزل قضية القدس قضية فلسطين، وهذه تختزل قضية تحرر العرب ونهضة العروبة، ومعركة تحرر العرب هي المركز الأهم اليوم في المواجهة التي تشتد يوماً بعد يوم بين الجبهة العالمية للتحرر والاستقلال وحرية الشعوب من جهة ، والجبهة الإرهابية التي تضم الصهيونية والاستعمار الجديد والهيمنة والليبرالية الجديدة وكل ما يعادي الإنسان والإنسانية..
إن حزب البعث العربي الاشتراكي الذي أطلق على نفسه منذ نشوئه قبل /74/ عاماً اسم حزب فلسطين يؤكد اليوم أنه مازال حزب فلسطين لأن فلسطين تختزل قضية تحرر الأمة العربية بكيانها ووجودها..
يا أبطال شعبنا الميامين في القدس وكل فلسطين، أيها الصامدون في مواجهة قطعان الصهاينة، أشقاؤكم في سورية معكم يواجهون كل قوى الشر والإرهاب وحماتهم مجتمعين ويتصدون لهم ببسالة منذ عشر سنوات.. فالعدو واحد.. والمعركة واحدة.. والنصر القادم واحد.