أوراق الأمل؟!
لا يخفى على أحد أن الانتخابات الرئاسية تشكل أولوية وطنية وقاعدة تأسيسية لاستحقاقات أخرى تحتضن المستقبل السوري بكل تطلعاته وهي في الوقت ذاته محطة مهمة ومفصلاً بارزاً في الحياة الدستورية والسياسية للمجتمع السوري خصوصاً وأنها تتم في خضم المعركة الوطنية للدفاع عن الوطن وحماية مكتسبات الشعب والإنجازات الكبيرة والعظيمة التي تحققت عبر عقود من النضال الجماهيري على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتي شكلت في أحلك ظروف المؤامرة الدرع الواقي والحصين في مواجهة تلك القوى والعصابات المسلحة الممولة والمدربة اللاهثة وراء سراب تدمير سورية ودفعها للتخلي عن أهدافها وثوابتها الوطنية والقومية.
وبكل تأكيد بعد أكثر من عشر سنوات من الحرب والحصار بات هناك حالة من الوعي الشعبي والانتماء الوطني القادرة على سحق وإسقاط كل المحاولات الساعية بشكل أو بأخر لنشر ثقافة الإحباط والتشاؤم المبنية على قاعدة (مافي شي صح ) ويعملون بكل جهد لتمرير هذا الصورة السوداوية إلى الشارع السوري بطرق مختلفة وعبر اختلاق الشائعات والطعن في شرعية مايحصل ورسم الكثير من الإشارات الاستفهامية التي تطمر أو بالأصح تصطاد كل إيجابية موجودة وما أكثرها وطبعاً هذا التعامي الممنهج يخفي ورائه الكثير من الغايات الدنيئة التي تستهدف مستقبل البلد ومن هنا يعمل البعض على شرعنة الدعوات بعدم ممارسة الدور الانتخابي والانكفاء عن صناديق الإقتراع التي تشكل المعبر الوحيد لآمال المواطن السوري المحكوم اليوم أكثر من أي وقت مضى بالوعي وإدراك أهمية هذا الاستحقاق الوطني في تجسيد آماله وطموحاته واستعادة حياته التي سرقتها سنوات الحرب وعقوبات (قيصر) الجائرة .
وطبعاً الانتخابات الرئاسية التي انطلقت في السفارات السورية وأدهشت العالم تعكس وتؤكد حقيقة الانتصار السوري الذي تتعزز مع الإقبال الكبير الذي شهدته الصناديق وهذا ما يؤكد الإرادة الشعبية السورية في تحديد خيارها ومستقبلها وهي دليل على إجماع سوري لإنجاح هذا الاستحقاق الدستوري الذي يمثل بما لايقبل الشك الحفاظ على الاستقلال الوطني والسيادة الوطنية والإصرار على استمرار الحياة الدستورية رغم كل الضغوط والتحديات ورغم كل الآلام والجراح التي تحملها السوريون في سبيل عزة الوطن وصيانة وحدته واستقلاله.. ويشكل أيضاً أهم عوامل الثبات والتحدي في وجه العدوان وداعميه ومنفذيه و أحد أهم بشائر النصر الآتي الذي نراه قريباً بهمة وتضحيات وصمود كل السوريين الشرفاء.
ولاشك أن الرهان على وعي المواطن السوري الذي كان خلال سنوات الحرب وسيكون الآن في هذه المرحلية المصيرية على مستوى المسؤولية الوطنية من خلال مساهمته في إنجاز هذا الاستحقاق الدستوري بالمشاركة الواسعة والمعمقة لاختيار من يرى فيه آماله وطموحاته… بات في خانة الرابح مع ما شهده اليوم الانتخابي في الخارج من مشاركة واسعة واصطفاف جماهيري مع السيد الرئيس بشار الأسد الذي يمثل تطلعات الشعب السوري بكامل أطيافه ومختلف فئاته.
إن ممارسة الحق الدستوري الانتخابي لا يكون إلا من خلال صناديق الانتخاب التي لابد من أن نغذيها بأوراق الاقتراع وبروح المسؤولية والواجب والأمل بسورية الجديدة المعافاة من كل آثار وآلام سنوات العدوان وبالخلاص النهائي من كل مظاهر الفساد والتواكل واللامبالاة ولبناء قطاع اقتصادي قوي بجناحيه العام والخاص بحيث يضمن ويكرس استقلالية القرار السياسي والاقتصادي وتحسين المستوى المعيشي وتعزيز مقومات الصمود الشعبي في مواجهة كل التحديات المتمثلة بالإرهاب والحصار الجائر وبكل تأكيد انتخاب السيد الرئيس بشار الأسد يشكل رسالة قوية للعالم بأن سورية بخير وبأنها وحدها القادرة على تحديد مستقبلها.
بشير فرزان