وزارة الزراعة وأكساد تبحثا بيوم عمل حول التغيرات المناخية والزراعة الحافظة بمحافظة حماة
حماة – حسان المحمد
أقامت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بالتعاون مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة أكساد ” ورشة عمل حول أثر التغيرات المناخية على القطاع الزراعي والتكيف معها في محافظة حماة
وزير الزراعة المهندس حسان قطنا قدم عرضا شاملا حول التغيرات المناخية وأثرها على الإنتاج الزراعي والحلول للتكيف مع هذه التغيرات لتخفيف اثرها على الإنتاج والفلاح واستثمارها كافة الموارد لتحقيق الإستقرار الإنتاجي والغذائي.
وأكد وزير الزراعة ان الهدف من الورشة هو تسليط الضوء على التغيرات المناخية والجفاف وارتفاع درجات الحرارة التي حدثت هذا العام وتأثر الإنتاج الزراعي بشكل كبير وخاصة المساحات المزروعة بالمحاصيل الإستراتيجية من القمح والشعير وخاصة المساحات البعل وأيضا الأشجار المثمرة والمناطق الحراجية التي تعتمد على الامطار بشكل رئيسي في زراعتها ونموها وحياتها.
وأوضح الوزير أنه تم عرض أحد التجارب التي نفذت من قبل هيئة البحوث الزراعية بالتعاون مع أكساد لإستخدام الزراعة الحافظة كأحد وسائل مواجهة هذه التغيرات المناخية لافتا إلى أن المشكلة ليست بفقد الإنتاج فقط وتأثر الفلاحين لأن الفلاحين عندما يفقدون إنتاجهم يغقدون معهم أمنهم الغذائي وإمكانية الزراعة في العام القادم لعدم امتلاكهم موارد مالية لتأمين المستلزمات وبالتالي أصبح لابد من إيجاد مؤسسات تمويل زراعي وتغيير أساليب التمويل المتبعة حاليا في المصرف الزراعي التعاوني لتمكين الفلاحين من الزراعة في العام القادم
من جهته أكد مدير عام أكساد الدكتور نصر الدين العبيد أن الورشة تهدف إلى توحيد وتنسيق الجهود الوطنية للتعامل مع قضايا تغير المناخ والتكيف معها وتجاوز آثاره وزيادة المرونة للتصدي المتكامل لها
ودعوة كافة الوزرات والمؤسسات الوطنية والمنظمات المعنية للمشاركة وتضافر الجهود في مواجهة الآثار السلبية التي تفرضها التغيرات المناخية وموجات الجفاف التي تتعرض لها البلاد
مشيرا إلى أن منطقتنا العربية تعاني من قلة الأمطار وشح مواردها المائية
وانطلاقا من ذلك أولينا خلال السنوات العشر الماضية أهمية متقدمة لموضوع التغيرات المناخية والتكيف مع آثارها فنفذنا العديد من المشاريع والدراسات في هذا المجال كان اهمها مشروع دراسة التغيرات المناخية في المنطقة العربية.
و قام عدد من الخبراء والباحثين في المركز العربي أكساد بتسليط الضوء على التغيرات المناخية التي تأثرت بها سورية والممارسات الزراعية الجيدة التي تقوم بها وزارة الزراعة للتكيف مع هذه التغيرات وهي الزراعة الحافظة واستنباط الأصناف المقاومة للجفاف والاسمدة الحيوية ومحسنات التربة .
الدكتور حسين محاسنة رئيس مشروع الزراعة الحافظة في أكساد أكد على ضرورة التركيزة على الزراعة كأسلوب للحد من التغيرات المناخية مبينا أن هذا الأسلوب يخفف من استهلاك الوقود والخدمات الزراعية بنسبة من 20 إلى 30 بالمئة لافتا إلى أن نتائح تطبيق الزراعة الحافظة في مختلف الدول العربية زاد من الإنتاجية الزراعية بنسبة 30 إلى 40 بالمئة وزيادة في كفاءة استهلاك المياه حتى 50 بالمئة وهذه النتائح لايمكن أن نلمسها دون تبينها من قبل المزارعين حفاظ على الموارد الطبيعية كالمياه والغطاء النباتي والتربة معربا عن أمله في أن تشهد الزراعة الحافظة توسعا في سورية دعما لاستقرار الأمن الغذائي.
وبين الباحث عبد الرحيم لولو المستشار الفني في أكساد أن الورشة تأتي في إطار حماية ودعم الاقتصاد الزراعي في سورية لافتا إلى أن مركز اكسار ماض في أبحاثه ومساعده الدؤوبة للحفاظ على الموارد الطبيعية وحسن استثمارها بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات والجهات المعنية في سورية.
وقدم كل من الدكتور ايهاب جناد من أكساد والدكتور منهل الزعبي من وزارة الزراعة عروضا عن التغيرات المناخية واثرعا على المحاصيل الزراعية والجهود والمساعي التي تبذلها اكساد ووزارة الزراعة في سورية للتأقلم مع هذه التغيرات ومنها الزراعة الحافظة واستنباط الأصناف المقاومة للجفاف والتصحر والأسمدة الحيوية ومحسنات التربة (الهدروجيل، الزيوليت، المواد العضوية) والتسميد الأخضر والزراعة العضوية والمياه غير التقليدية وحصاد مياه الامطار واستعمال المقنن المائي والري الحديث والإنذار المبكر للجفاف والزراعة الذكية مناخيا ومشروع الاستعمال الآمن للحمأة والفحم الحيوي.
كما وتضمنت فعاليات الورشة تقديم عروض ضوئية حول تأثير التغيرات المناخية على القطاع الزراعي خاصة المحاصيل الحقلية والتكيف معها خلال الممارسات الزراعية الجيدة وتطبيق نظام الزراعة الحافظة وبيان حقلي في منطقة الغاب لزيارة حقول الزراعة الحافظة والإطلاع على نتائجها الإيجابية.
وتضمنت فعاليات الورشة زيارة حقلية إلى منطقة الغاب تم الاطلاع على حقول الزراعة الحافظة للقمح والحمص التي ينفذها أكساد بالتعاون مع وزارة الزراعة ومشاهدة النتائج الإيجابية التي تحققت من تطبيق هذا النظام الزراعي ودوره الفعال في التكيف مع التغيرات المناخية بالإضافة لى الفوائد الأخرى البيئية والاقتصادية والعمل على وضع خارطة غرضية مكانية الاراضي الزراعية تبين المناطق الافضل للتوسع بتطبيق هذا النظام الزراعي الهام.
شارك بالزيارة عدد من المزارعين وجمعيات فلاحية ومنظمات المجتمع المحلي وذلك لتعميم الفائدة ورفع التوعية تجاه الآثار السلبية للتغيرات المناخية والاستعداد لمواجهتها في حال تكررت الظروف المناخية التي مرت لها سوريا هذا العام.