مواطنو ريف دمشق رهن مزاجية أصحاب السرافيس
“بمنتصف الطريق يتوقف الباص عن السير ويطلب السائق من الركاب النزول”، ليس لشيء محدد إلا لأن خطه الذي وضعه لنفسه ينتهي عند هذا الحد الذي يريده، ليعود المواطنون إلى الطرقات ويُعانوا في العثور على وسيلة توصلهم إلى منازلهم، وهذه الحالة تكررت كثيراً في بعض مناطق ريف دمشق، حيث أصبح أصحاب السرافيس هم من يحددون مسار عملهم.
مشكلة النقل لم تعد تقتصر على انتظار الموظفين أو الطلاب لعدة ساعات لتأمين وسيلة تقلهم إلى مكان عملهم، ليضاف إليها منغصات أخرى تتمثل بزيادة التعرفة التي ترتفع وتتغير وفقا لأهواء سائقي السرافيس، بحجتهم الدائمة “ماعم توفي معنا”، مستغلين حاجة الأهالي للنقل، فيضطر المواطنون لدفع تلك المبالغ هربا من ساعة انتظار أخرى في الشوارع.
والطارئ الجديد القديم، إلى حد ما، على هذا الملف هو عدم التزام السرافيس بالخطوط التي يعملون عليها ومزاجيتهم في الوصول إلى نهاية الخط أو منتصفه فقط، هذا إذا لم يغيروه كله في سبيل تقاضي أجرة زائدة، وفي هذا السياق يقول أحد المواطنين إنه لم يعد يعرف أي سرفيس ينتظر ليركب فيه لأن اللافتة المكتوبة عكس الوجهة المقصودة.
ويؤكد أخر على كلامه، إذ أن أصحاب وسائقي السرافيس العاملين على خط معين يغيرون طريقهم كيفما أرادوا طمعا بمردود أكبر كونهم يفرضون تعرفة معينة لقاء ذلك.
وعلى الرغم من أن تغير الخط ممنوع ويعاقب من يخالف ذلك، إلا أن أصحاب السرافيس لا يلقون بالا لتلك العقوبات، فسحب بطاقة المحروقات لمدة عشرة أيام من السائقين، وبالتالي توقفهم عن العمل طوال تلك المدة، بحسب ماصرح به عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في ريف دمشق عامر خلف لـ”البعث ميديا”، ليست رادعة بما يكفي، كما يبدو.
مديرية نقل ريف دمشق تسعى للحد من تفاقم هذه المشكلة، وفقا لخلف، الذي بين أن المديرية تطلب قائمة بالسرافيس العاملة على الخطوط المحددة لمقارنتها بالواقع على الأرض، مؤكدا أنه يظهر فرق كبير بين وسائل النقل المسجلة على القيود مقارنة بتلك التي تعمل بشكل فعلي، وعليه تُتخذ الإجراءات بإيقاف السرافيس وسحب بطاقات الوقود منهم وحرمانهم من العمل.
كما لفت خلف إلى أنه تم حرمان 1300 سرفيس بريف دمشق مخالفة لخطوط السير، مشيرا إلى أن هناك تهرب كبير لأصحاب السرافيس من العمل، لأسباب مختلفة، وتتم معالجة الشكاوى المقدمة حسب الوضع.
ولأن تعطل أصحاب السرافيس لا يضر فقط بالمواطنين، بل يؤثر عليهم أيضا، يتعهد كل من يرتكب مخالفة لدى مديرية النقل بعدم تكرارها فتعاد له البطاقة ويستأنف عمله من جديد، وفقا لعضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل، والذي نوه إلى أن 70% من السرافيس عادت للالتزام بالخطوط الخاصة بها.
مشكلة السير ليست بجديدة وكل الإجراءات المتخذة لحلها لا تظهر جدواها، إذ تكون الأمور سلسة ولا تشوبها شائبة عند القيام بجولات ميدانية، كل السرافيس تمشي على خطوطها والتعرفة محددة بشكل نظامي، ولكن عند انتهاء الجولة تعود الفوضى كما كانت، ما نحتاجه اليوم هو تعليمات وتوجيهات أكثر حزما تُلزم الجميع باتباعها، لعل المشكلة تُحل أو نشهد تحسناً فعلياً على الأرض.
البعث ميديا || رغد خضور