النسور ضحية الصراعات.. ماذا حدث في التصفيات؟

البعث ميديا || مجد عمران

تلقى منتخبنا الوطني أمس خسارته الوحيدة ضمن الجولة الأخيرة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم في قطر 2022 وكأس آسيا في الصين 2023.

المشوار
وقعت قرعة منتخبنا الوطني أمام الصين والفلبين وجزر المالديف وغوام ضمن المجموعة الأولى في التصفيات ظهر خلالها منتخبنا بصورة جيدة نسبياً حيث استطاع الفوز في جميع مباريات الذهاب محرزاً 13 هدف وتلقت شباكه 4 أهداف.. وكانت النتائج على الشكل التالي:
سورية 5 × الفلبين 2
سورية 2 × جزر المالديف 1
سورية 4 × غوام 0
سورية 2 × الصين 1.

ليتصدر منتخبنا الوطني المجموعة بالعلامة الكاملة.
في مرحلة الإياب حافظ النسور على الصدارة من 3 انتصارات وخسارة واحدة تلقاها أمس مع الصين، وأحرز منتخبنا 9 أهداف واستقبل 3 وكانت النتائج على الشكل التالي:
سورية 1 x الفلبين 0
سورية 4 × جزر المالديف 0
سورية 3 × غوام 0
سورية 1 × 3 الصين.

وتأهل برفقة التنين الصيني متصدراً المجموعة برصيد 21 نقطة محرزاً 22 هدف وتلقت شباكه 7 أهداف.

وكان أكثر من سجل للنسور اللاعب عمر السومة برصيد 7 أهداف ومحمود المواس برصيد 6 أهداف.

وتلقى اثنان من لاعبي منتخبنا البطاقة الحمراء هم أحمد الصالح ومؤيد العجان.

التقييم:
مرحلة الذهاب تعتبر أقوى هجومياً لمنتخبنا، مع وجود عناصر سابقة افتقدها المنتخب في مرحلة الإياب مثل الكابتن فراس الخطيب وعمر السومة وعمر خريبين.
كما أننا استطعنا هزيمة جميع الفرق رغم سهولة المباريات نسبياً إلا أننا كدنا أن نقع في فخ المالديف، وقدمنا مباراة مقبولة أمام الصين، والتي أدت إلى استقالة الإيطالي مارتشيلو ليبي المدير الفني للفريق الصيني والحائز على بطولة كأس العالم مع إيطاليا.

الإياب:
من بداية مرحلة الإياب خاض فريقنا مباراة صعبة ضد الفلبين التي كان اجتازها ذهاباً بسهولة، نعم رأينا أداء مقبولاً لكنّا افتقدنا الحس التهديفي وبفارق 4 أهداف عن الذهاب، وكان التعويض بالشق الدفاعي حيث استقبل منتخبنا 3 أهداف كانت في مباراة الصين يوم أمس، والتي كانت الاختبار الحقيقي للمدرب التونسي نيبل معلول والفريق الذي فشل في تجاوزه في سيناريو لم يُسعد الجميع.

مقارنات
مرحلة الذهاب ولقاء الفلبين في الإياب تحت قيادة المدرب السابق فجر إبراهيم اعتمدت على مبدأ الفوز أولاً بغض النظر عن الآداء، ورأينا الاعتماد على مهاجم صريح كالسومة وخلفه أجنحة قادرة على إيصال الكرة له، وكانت الخطة الأقرب هي 4-3-2-1 التي أدت المهمة، وكانت أكثر نهماً من حيث التهديف، ولكن لم نشاهد شيء تغير بالعقلية للفريق والاعتماد على رأس الحربة أو كما يسميها الشارع الرياضي “طجت لعبت” وربما لولا سهولة المباريات لكانت الأمور أسوء مما نتصور، ولكن أنجزنا المطلوب وخرجنا من المرحلة متصدرين.

مرحلة المعلول
مع دخول أسماء جديدة ومحترفين ونجوم لمعوا في دورينا المحلي ومدرب جديد هو نبيل معلول، ارتفع سقف التوقعات وخاض منتخبنا مباريات تجريبية باءت بالفشل، رافقها تصريحات غريبة عن تقبل الواقع الرياضي في سورية وأن هذا هو المستوى الحقيقي وأننا بعيدين كل البعد عن تحقيق إنجاز رياضي بالرغم من تصدرنا بفارق كبير، والتشكيلة القوية التي تحمل خليط من الشباب الموهوب ولاعبي الخبرة، وبالعودة للحديث عن الإياب فأننا ظهرنا بموقف صعب فالأداء كان فاتر وشاهدنا إصابات للاعبي المنتخب وهذا يدل على التحضير الغير كافي بدنياً لتحمل ضغط جدول المباريات، أما بالنسبة للتكتيك فبدأنا نلمس تغير في الأداء ولو كان قليلاً والانتقال بالكرة وعودة المهاجم للدور الدفاعي، مما يؤكد أننا كنا بعيدين عن النمط التقليدي للكرة السورية، ولا ننسى عدم التناغم بين قلبي الدفاع والتي ظهرت جليّاً في لقائي البحرين والصين يوم أمس، فهذه النقطة تحسب على الكادر الفني، بأنه لم يستطيع تجاوزها ولا حتى تحسينها.

المعلول ماله وما عليه
منذ استلام التونسي دفة القيادة كانت الأنظار تتجه نحو شيء واحد – قطر 2022 – رافقه تصريحات من مسؤولين رياضيين بتقديم الغالي والنفيس من أجل هذا الحلم.
ولكن الوضع لم يكن كما تمنينا، ظهرت عقبات عديدة فتحت النار على المدرب كتصريحاته عن مستوى الدوري (وأنا أوافقه الرأي)، انتقالاً للمشكلة التي حصلت بينه وبين اللاعب عمر خريبين، فضلاً عن عدم تواجده الدائم في سورية لمراقبة مستوى اللاعبين وما وضع علامة استفهام كبيرة، بدأت بالقوائم التي اختارها، وكيف تمت آلية الاختيار، وانتهت بالتشكيلات وتفضيل لاعبين على حساب الآخرين، بالرغم من توفر المباريات الودية للتجريب والنقص في مركز المهاجم الصريح بعد اعتذار السومة وإصابة عبد الرحمن بركات، ومع أنها قرار فني بحت، إلا أننا لا نستطيع أن نرى أخطاء مكشوفة ونغض البصر عنها.

أما الشيء الإيجابي فرأينا اعتماد تشكيلة 3- 5-2 لتغطية ضعف الأظهرة وتدوير الكرة وبناء الهجمة من الخلف، بالرغم من أننا مازلنا بعيدين عن اتقان هذا الشيء بسبب قلة التناغم التكتيكي بين الوجوه الجديدة، إلا أننا رأينا وللمرة الأولى كرة تنتقل بين جميع الخطوط لتصل للخط الأمامي، مع تقسيم لاعبي الوسط ل ٣ بدور دفاعي في حالة المرتدات واثنين في الحالة الهجومية مع مساندة لاعب ثالث.

ما بعد التصفيات
بعد انتهاء المباراة الأخيرة يوم أمس أطلق العديد من اللاعبين هاشتاغ #رح_نبقى_ضحية_الصراعات, ويعود السبب حسب الإعلامي ناصر بكار إلى ان الاتحاد الرياضي السوري قرر أن يتم مكافأة اللاعبين بمبالغ مادية بعد نهاية مباريات من هذا الدور التصفيات إلا أن ذلك لم يحصل.

وقال نبيل معلول في تصريح لموقع غلوبال سبورت: ” الاتحاد الرياضي يُعرقل مسيرة المنتخب السوري بصراعاته وكُلما نريد أن نتقدّم إلى الأمام نُجبر على العودة إلى الخلف”, مبيناً أن هذا الاتحاد قد أخلف بوعده لـ اللاعبين.

المعلول أشار إلى أن الخاسر الأول من هذه الصراعات هو الجمهور السوري، وبطريقة عمل كهذه الفريق يعود خطوات للوراء وليس للأمام, ولا صحة لما يُشاع عن وجود مشاكل بين اللاعبين والجهاز الفني، بل المشكلة عائدة لعدم الوفاء بالعهد. حسب ما صرّح المعلول.

ردّ الاتحاد
أدلى صباح اليوم رئيس الاتحاد الرياضي العام فراس معلا بتصريح لإذاعة شام إف إم حيث قال: “منتخب كرة القدم لم يتغير مع نبيل معلول وهو لم يقدم أي شيء للفريق”, مضيفاً أن الفريق لم يظهر بالشكل المطلوب أمام الصين وهذه مسؤولية المعلول.

كما أشار معلا أن قرار بقاء المعلول بيد اتحاد الكرة, وأن المعلول تجاهل بعض اللاعبين, وإنه لا يستحق المبالغ المالية.

وفي سياق متصل انتشرت صورة لقرار صرف المكافأة من دون تاريخ صادرة عن المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي بصرف مكافأة قدرها 1000يورو لبعثة منتخب الرجال.

من جهته أعلن الاتحاد العربي السوري لكرة القدم أنه سيوضح خطة تحضير المنتخب للمرحلة القادمة و الإجراءات التي سيتخذها خلال الأيام القليلة المقبلة, وأن بعثة منتخبنا ستغادر اليوم عند الساعة 7:00 مساءً من مطار دبي مروراً بمطار بيروت ومن ثم إلى دمشق .

وأخيراً: بعد ما شاهدناه من تباين في تصريحات اللاعبين والاتحاد والهجوم المتبادل بين الطرفين, من تصريحات سابقة وحالية عن عدم استلام المكافآت والمرتبات المالية ونفي الاتحاد الرياضي العام, هناك حلقة مجهولة يجب كشفها للشارع الرياضي السوري وحلّ الخلافات بين جميع الأطراف من جهاز فني واتحاد ولاعبين, وربما سيضع المؤتمر القادم للاتحاد النقاط على الحروف وسيجيب عن التساؤلات بخصوص بقاء المعلول أم لا, فالذي يتابع التناغم بين المنتخب والجهاز الفني وهذه التصريحات التي يدلي بها بعض, يدرك تماماً أن هناك رمي للمسؤولية بين الاتحادين والفريق, ونحن نريد أن تحل جميع الخلافات بشفافية وأمام الإعلام, لنذهب إلى التصفيات النهائية, واضعين نُصب أعيننا هدف وحيد هو التأهل لكأس العالم في قطر 2022.