فوضى السرافيس.. هل عجز المعنيون عن ضبطهم؟
أول أمس ولحظّي العاثر ربما كنت شاهد عيان في باص نقل داخلي يعجّ بالركاب، رغم التحذيرات بالتباعد الاجتماعي كُرمى ما يسمى وباء كورونا الذي نسته الناس في سباق الضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها، ولكن في باص النقل تُنسف كل الأخلاق والقيم وكل ما يمتّ للإنسانية بصلة حيث بدأ تلاسن بأبشع العبارات المخجلة لشاب عشريني ورجل خمسيني حتى كاد يتحوّل لعراك بالأيدي لولا تدخل أولاد الحلال “إن صحّ التعبير”، لم تنته الرحلة هنا، بل كانت البقية تحت جسر السيد الرئيس أو بالأحرى أول مدخل الجسر.
حيث وقوف السرافيس وخاصة سرافيس (قدسيا – الهامة – دمر – مساكن الحرس) مخالف للقوانين هنا ولكن غياب شرطة المرور جعل الأمر فوضى وفلتان، يبدأ الناس بالركض لملاقاة السرفيس رجال ونساء كبار وصغار، الكل يهرع نحو باب السرفيس ليتراجع الجميع فجأة بعد أن يصيح السائق بحدّة “ماني طالع..سكروا الباب” والحال لكذا سرفيس يمر والسائق يرفع يده بإشارة فحواها “مو طالع”، دقائق يأتي شرطي ويقف عند بداية الجسر فتتغير اللوحة بقدرة قادر، مشهد الفوضى ينتهي، تدخل السرافيس بانتظام إلى مواقفها، مدخل الجسر يغدو خاليا من الناس، الجماهير الغفيرة تركض خلف السرافيس إلى المواقف النظامية.
محمد.ج، طالب جامعي يقول: “يوميا أمشي من آخر حي الورود إلى بداية مشروع دمر علّ سائق سرفيس يتكرم وينتشلني، فمعاناتي قديمة منذ بداية دراستي الجامعية أي من سنتين والمعاناة والمسلسل يتكرر صباحا ومساء ليس لأنه لا يوجد سرافيس لا، بل أغلب السائقين يضربون عن العمل معلّلين السبب بقلة الوقود “ما عم توفّي معنا”.
السؤال الذي يطرح نفسه هو التالي.. أليس من رقيب لهذه الفوضى وخاصة أن المكان بمركز المدينة وعلى مرأى كل الجهات المعنية وذوي الأمر؟ هل عجزت الجهات المعنية على مدار سنين طويلة من ابتكار آلية واستراتيجية للتخلص أو للتخفيف كي لا نبالغ من هذا الازدحام غير المبرر وغير مسؤول؟.