بادروا بالتحرك…. ضعوا حدا لعمالة الأطفال
بمناسبة اليوم العالمي لعمالة الأطفال، أقامت جمعية الشباب الخيرية ورشة تفاعلية توعوية عصر الاربعاء قدمتها المدربة أمل قدور.
اتسم جو الورشة بطابع التفاعلية والتشاركية من السادة الحضور عبر استفساراتهم حول العمالة وأسبابها وغيرها من التساؤلات فندتها لهم قدور انطلاقا من تعريفها لبطالة الأطفال باعتباره نشاطا يضع أعباء ثقيلة على الطفل، و يهدد سلامته وصحته ورفاهيته، مستفيدا من ضعف الطفل وعدم قدرته عن الدفاع عن حقوقه، مستغلا اليد الرخيصة البديلة عن عمل الكبار، والنشاط الذي يستخدم وجود الأطفال ولا يساهم في تنميتهم، ويعيق تعليم الطفل وتدريبه ويغير حياته ومستقبله.
كما تم تسليط الضوء على أهم الأسباب الدافعة الأطفال للعمل متجلية بالحرب وانعكاساتها والحصار الاقتصادي على سورية، إضافة لجهل وأمية أولياء أمورهم. وأشارت المدربة لنقطة مهمة وهي زجّ الفتيات الصغيرات في العمل في الشوارع، إذ غالبا ما تجدهن يبعن المحارم والخبز أو يجمعن البلاستيك من القمامة أو يعملن كخادمات في البيوت والعديد منهن يُزوجن في سن مبكرة جداً، ولهذا العمل أثره البالغ على صحتهن النفسية والجسدية.
وتم عرض التشريعات التي سنّها القانون السوري بخصوص عمالة الأطفال، كتحديد السن الأدنى للشغل، وتحديد غرامات مالية عالية ضد من يقوم بتشغيل الأحداث ساعات عمل إضافية حتى ولو أرادوا ذلك.
وعرّجت قدور إلى أشكال العمالة متمثلة بثلاثة أشكال بـ“عصابات عمالة” تتألف من معلم وأطفال يعملون تحت إمرته وتربطهم ببعض المصلحة المادية فقط، والشكل الثاني فردي، والثالث عائلي يرتبط أفراده بالمصلحة وصلة القرابة.
ولم تغفل المدربة عن ذكر الآثار النفسية للعمالة، منوّهة لمصطلح العمالة الإيجابي وما له من آثار إيجابية تنعكس على نمو الطفل العقلي والجسمي والذهني، وخاصة إذا قام به الطفل باستمتاع والحفاظ على حقوقه الأساسية وبعمر مناسب وبإشراف أحد والديه، لأن من خلال العمل يتعلم الطفل المسؤولية والتعاون والتسامح والتطوع مع الآخرين.
وختمت المدربة الورشة بالتشديد على ضرورة تشابك المجتمع بكامله وقوانينه ومجالسه وجمعياته للوصول إلى مجتمع تكون دورة حياة الطفل فيه (ينمو – يلعب يتعلم – يحب – ينجح – فيعمل عملا حسنا… )، هذا التدرج الذي ينهض بالمجتمع وليس بأن يبدأ الطفل في العمل الذي مآله السقوط على كافة المستويات.