المخترعون يرفعون الراية “البيضا”.. من يزيل الحصى المدببة في سرير نهر الاختراع ؟!
هل قدر المخترع السوري أن يبقى قيد الانتظار الممل حتى يجد من يتبنى اختراعه ويحظى بالرعاية والاهتمام والتمويل من الجهات التي تتغنى ليلاً نهاراً بأن سورية ولّادة بالمبدعين والمخترعين؟!
بحسب الدكتور محمد وردة، رئيس جمعية المخترعين السوريين، هناك حوالي 85% من المخترعين السوريين لم يتم استثمار اختراعاتهم، رغم أهميتها العلمية وإسهامها في دفع عجلة التطور ومساهمتها في حل الكثير من المشاكل البيئية والصحية وأزمات الماء والكهرباء وغيرها..!
بحديث الأرقام هناك 1500 براءة اختراع سورية منذ عام 1945 ولغاية اليوم، والرقم يصل لحدود الـ 6000، إذا ما أخذنا بالحسبان البراءات المسجلة في سورية لجهات أخرى، والمؤسف هو في نسبة الاستثمار والتي لا تتعدى الـ 4%، وربما أقل، فأي مناخ هذا الذي يشجع على الاختراع والإبداع؟!.
يبدو أنه السؤال المعجزة الذي سيبقى يبحث عن إجابة في دوامة المخترعين المحبطين!
هذا الواقع المؤلم جداً أجبر العديد من المخترعين بالتخلي عن طموحاتهم ورغبتهم بالعمل، لدرجة أن بعضهم رفع الراية البيضاء وأعلن التوبة عن الاختراع لأنهم لا يجدون المال الكافي لتنفيذ اختراعاتهم!، ولعل المؤلم أكثر أن تجد ملايين الليرات تنفق في مناسبات عديدة بهدف “البروظة” أمام وسائل الإعلام للدعاية والترويج لمشاريع على الورق نتائجها مؤجلة لسنوات عديدة!.
ظلم المخترعين لا يقف عند حد عدم تبني اختراعاتهم المدفونة، بل يصل لحد سرقتها عندما تسقط الحماية عنها بحسب القانون الخاص ببراءات الاختراع، ويا ليتكم تعلمون السبب”عدم دفع رسم بسيط لتسجيل البراءة!”.
هنا نسأل بلسان المخترعين: لماذا لا تكون هناك حاضنة استثمارية (هيئة) عليا للاختراع أو إمكانية تأسيس شركة مساهمة تتبنى ترويج وتمويل الاختراعات والاستفادة منها؟، هذا المطلب يطرحه المخترعون في كل مناسبة، لكن يبدو أن من بيدهم الأمر آخر همهم إزالة الحصى المدببة في سرير نهر الاختراع والإبداع!.
البعث ميديا – غسان فطوم