بورتريه خشبي يضج بروح الشباب
احتضنت قلعة دمشق الفنانين الشباب ضمن مسابقة النحت على الخشب، والتي أشرف عليها المعهد التقاني للفنون التطبيقية، ليقدم الشباب أفضل ما لديهم من أفكار إبداعية.
واختير البورتريه موضوعاً للمسابقة وبرر وضاح سلامة مدير المعهد للبعث ميديا سبب اختيار البورتريه بالتحديد بقوله: “هو أهم أداة للتعبير في جسم الإنسان والفنان القوي هو من يستطيع أن يصنع بورتريه صحيح لذلك هذا تشجيع لهم على تجاوز عتبة صعبة ومن ثم الانطلاق”.
وأكد سلامة أن المسابقة خلقت فرصة ولو متواضعة لجيل الشباب ورعايتهم وأججت روح المنافسة لتقديم كل منهم عمل بمستوى عال وأضاف: تم منح لكل مشارك شهادة تقدير ومبلغ 25000 أما الفائز بالمركز الأول يمنح 250 ألف ل.س والثاني 200 ألف ل.س والمركز الثالث 150 ألف ل.س
وضاح سلامة بين أن المسابقة خضعت لشروط مسبقة من تقديم سيرة ذاتية مرفقاً لمحة عن أعماله وإذا كان لديه خبرة مسبقة بالفن، واختير 18 مشارك من أصل 26 من قبل لجنة مختصة من تحت سن الأربعين وأغلب المشاركين خريجين فنون تطبيقية وخريجين كلية فنون جميلة وهناك من لديه موهبة فريدة بالفن.
ووجه سلامة الشكر لمحافظة دمشق التي تعاونت مع وزارة الثقافة لتأمين المواد وجذوع الخشب خاصة أن الخشب مادة سهلة جدا ومطواعة ولينة وحية تشعرك بالحياة بكل تفاصيلها وهو مادة للبناء والهدم حسب وصف سلامة وأضاف حاولنا تكميل المواد مع المشاركين من خلال تأمين أدوات مقدمة من المعهد التقاني إضافة للخشب حتى عند التقنين الكهربائي استعنا بالمولدات الكهربائية لتفادي ضياع الوقت.
ريم الدهان خريجة المعهد التقاني للفنون التطبيقية كان تركيزي في البورتريه على الشعر أكثر من الوجه لأعبر عن الأنوثة والجمال وأوصل رسالة أن قوة المرأة بأنوثتها واستخدمت الخشب والكينا وعتقته بالزيت”
أما أمل بيهم فانطلقت من فكرة تلاشي الأحلام ونوهت أن الهدف من المشاركة الشيء المعنوي لا المادي وقالت:” شاركت في مسابقة العام الماضي ولم أحصل على مركز وهذا لم يثنين عن عدم المشاركة في هذا العام، فنحن لدينا أحلام ولا نستطيع تحقيقها كلها فتتلاشى وننساها مع الزمن”.
حنان الحاج الحائزة على المركز الثالث في مسابقة العام الماضي والمركز الأول في هذا العام قدمت بورتريه أطلقت عليه اسم أبو صطيف لتسقط الحالات الإنسانية وفي وصفها للبورتريه قالت:” عندما نسمع اسم أبو اصطيف يتراءى لنا أنه شخص صاحب مهنة يكد ويتعب ليس مرفه ويعيش حالة الحزن والغضب والفرح وهي الحالة التي أسقطتها هذه المرة بعملي لأننا نعيش كشباب واقع صعب وهذه الحالة تعبر عن حالتي تماما”
وصاحب المركز الثالث اسماعيل هابيل فنون تطبيقية قدم فكرته الجريئة ببورتريه أقرب للمدرسة التكعيبية بشكل مكعبات متداخلة وسلط الضوء على الحواس الذي قام باستبدال أماكنها ووضع الفم بدل العين والعين بدل الفم.
وعبر اسماعيل عن عمله قائلاً: ” اخترت خشب الكينا لأنه أحمر خمري وهو من أقسى أنواع الخشب اخترت فكرة تبادل الحواس باعتبار أنها لا تختلف عن بعضها فهي تستطيع أن تقوم بمهمة أخرى لأعبر أن الإنسان قادر على التكيف بكل الظروف ويستطيع أن يجعل من المستحيل حقيقة ولو كانت تخالف الواقع”
وأسقط هذه الحالة على نفسه الذي ابتعد عن حالة الفن لكسب الرزق حسب قوله بعد إيقاف أعماله لصعوبة بيع الأعمال ضمن هذه الظروف الاقتصادية التي يمر بها البلاد لذلك اتجه للمسرح كمهنة أخرى
وختم قائلاً: “لم أترك موهبتي بالفن لكن الفن ما بطعمي خبز”.
وشهد اليوم الأخير من المسابقة تكريم الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى وهم الفنان ربيع خليل أولاً وحنان الحاج وسيزر مارديني في المرتبة الثانية واسماعيل هابيل ومناف حسن في المرتبة الثالثة. وسيحتفظ المعهد التقاني للفنون التطبيقية بكل الأعمال التي نتجت.
البعث ميديا || ريم حسن